نام کتاب : مجالس التذكير من حديث البشير النذير نویسنده : ابن باديس، عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 49
أن دعاءه مستجاب، والنبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وعده بأنه يفعل ما طلبه منه، وهو دعاء الله تعالى له. غير أن الرواية المطولة فيها أنه سأله النجاة من النار ودخول الجنة، والرواية المختصرة فيها أنه سأل مرافقته له في الجنة وهي أخص من مطلق الدخول.
الجمع والترجيح:
كل ما في المطولة مما هو زائد على المختصرة غير معأرض لشيء فيها، فهو مع المختصرة حديث واحد روى مطولا مختصرا وإن تفاوتت طريقاه. وما جاء فيها معأرضا لشيء في المختصرة وهو سؤال دخول الجنة المعأرض لسؤال المرافقة، فإننا نأخذ بما في المختصرة ترجيحا لها لقوة سندها.
توجيه:
المرافقة في الجنة لا تقتضي المساواة في المنزلة والكرامة، أصله قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ - إلى- وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} ولهذا سألها هذا الصحابي: ولما كان من الملازمين للنبي- صلى الله عليه وآله وسلم- في الدنيا توجهت همته إلى مرافقته في الأخرى فسأله ذلك.
فوائد الأحكام:
في الحديث جواز قبول التبرع بالخدمة من الناس وخصوصا لأهل المقامات العامة في مصالح الناس، وفيه فضل القيام من جوف الليل - من قوله آتيه بوضوئه - وفيه سنة مكافأة المحسن على إحسانه، وفيه مشروعية سؤال الدعاء وخصوصا ممن ترجى له الاستجابة، وفيه عدم الاكتفاء بالدعاء وحده عن التوسل
نام کتاب : مجالس التذكير من حديث البشير النذير نویسنده : ابن باديس، عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 49