شرح حديث: (الفطرة خمس)
قال المؤلف رحمه الله: [ذكر الفطرة: الاختتان.
أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الفطرة خمس: الاختتان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط)].
أي: إن هذه من الفطرة، والمعنى: أنها مما فطر الله عليه العباد، وهن من السنة ومن الدين، وهذه الخمس بعضها واجب وبعضها مستحب، وذكر في هذا الحديث أنهن خمس: الاختتان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وسيأتي زيادة عليها تبين أن الفطرة عشرة أشياء، والاختتان هو: قطع الجلدة التي تكون فوق الذكر، وكذلك يستحب الاختتان للمرأة الأنثى إذا وجدت امرأة تختن، والاختتان واجب في حق الذكر، ومستحب في حق الأنثى على الصحيح، ومنهم من قال: مستحب في حق كل منهما، والصواب: أنه واجب في حق الذكر، ومستحب في حق الأنثى، ولا يجب على الذكر إلا بعد البلوغ؛ لأن بقاء الجلدة هذه قد تحبس شيئاً من البول داخلها، وقد ثبت أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أمره ربه أن يختتن وهو ابن ثمانين سنة، في مكان يقال له: القدوم، مكان قريب من فلسطين.
الاستحداد هو حلق الشعر الخشن النابت حول الفرج، وسمي استحداداً لأنه يزال بالحديدة، أي: بالموس، وإذا أزاله بالنورة فلا بأس، ولكن الأفضل أن يكون بغير النورة، فإن أزاله بالنورة فلا حرج.
وكذلك نتف الإبط؛ لأنه شعر رقيق، وإن أزاله بغير النتف فلا بأس، ولكن الأولى النتف؛ لأنه شعر رقيق وخفيف، وقد يجد بعض الناس صعوبة في النتف، لكن الصعوبة تكون في أول الأمر ثم يخف.
وسيأتي أن قص الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة لا تؤخر أكثر من أربعين ليلة.
والحارث بن مسكين هو شيخ النسائي رحمه الله وقد حدث بينه وبين النسائي وحشة، فكان النسائي رحمه الله يأتي مستخفياً، ويسمع الحديث من غير أن يراه شيخه الحارث، فكان من ورعه إذا حدث يقول: أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.