نام کتاب : أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء نویسنده : ماهر الفحل جلد : 1 صفحه : 439
قَالَ الْحَاكِم: ((هَذَا ثابت بن موسى الزاهد دخل عَلَى شريك بن عَبْد الله القاضي والمستملي بَيْنَ يديه، وشريك يقول: حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يذكر الْمَتْن، فلما نظر إلى ثابت بن موسى قَالَ: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار. وإنما أراد بِذَلِكَ ثابت بن موسى لزهده وورعه، فظن ثابت بن موسى أنه رَوَى الْحَدِيْث مرفوعاً بهذا الإسناد، فكان ثابت بن موسى يحدِّث بِهِ عن شريك، عن الأعمش، عن أَبِي سفيان، عن جابر، وليس لهذا الْحَدِيْث أصل إلا من
هَذَا الوجه، وعن قوم من المجروحين سرقوه من ثابت بن موسى فرووه عن شريك)) [1].
قَالَ الحافظ العراقي: ((فعلى هَذَا هُوَ من أقسام المدرج)) [2].
المطلب الثالث
أسباب وقوع الإدراج
إن الباعث للراوي عَلَى الإدراج يختلف من شخص لآخر، ومن حَدِيْث إلى حَدِيْث غيره، ما بَيْنَ بيان لتفسير كلمة، أَوْ استنباط لحكم، أَوْ قلة ضبط.
ويمكننا أن نجمل سبب وقوع الإدراج فِيْمَا يأتي ([3]):
1 - أن يريد الرَّاوِي تفسير بعض الألفاظ الغريبة الواردة في متن الْحَدِيْث، فيحملها عَنْهُ بعض الرُّوَاة من غَيْر تفصيل لتفسير تِلْكَ الألفاظ.
مثاله: حَدِيْث عقيل [4]، عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين في قصة بدء الوحي، وفيه: ((وَكَانَ يخلو بغار حراء فيتحنث فِيْهِ، وَهُوَ التعبد ...)) [5].
فقوله: ((وَهُوَ التعبد)) مدرج من كلام الزهري في الْحَدِيْث [6]. [1] المدخل إلى الإكليل: 55. [2] شرح التبصرة والتذكرة 1/ 430. [3] انظر: تدريب الرَّاوِي 1/ 270، وفتح القادر المغيث الورقة 73 - 74. [4] هُوَ عقيل - بالضم - بن خالد بن عقيل الأيلي، أبو خالد الأموي مولاهم: ثقة ثبت، توفي سنة
(144 هـ)، وَقِيْلَ: (142 هـ)، وَقِيْلَ: (141 هـ).
تهذيب الكمال 5/ 205 (4590)، والكاشف 2/ 32 (3860)، والتقريب (4665). [5] رَوَاهُ: عَبْد الرزاق (9719)، وأحمد 2/ 232، والبخاري 1/ 3 (3) و 9/ 37 (6982)، ومسلم 1/ 97 (160) (252) و 1/ 98 (160) (253)، وغيرهم. [6] انظر: فتح الباري 1/ 23، والديباج، للسيوطي 1/ 141.
نام کتاب : أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء نویسنده : ماهر الفحل جلد : 1 صفحه : 439