لنا أن نتعرّف ماهية الوحي؟ وأن نتحدّث عن إمكان حصوله؟ وإمكان اتّصال الله سبحانه بأنبيائه المصطفين من خلاله؟ وموقف أهل الإيمان من هذه الظاهرة؟ وموقف الملاحدة والدهريّين منها؟
ما الوحي؟
الوحي: لغة: يقول الراغب الأصفهانيّ في "مفردات القرآن": "أصل الوحي الإشارة السريعة، فقيل [للأمر السريع] أمر وحي" [1] . وهو أيضا "الإعلام في خفاء" [2] ، إذ هو خاص بمن يوجّه إليه هذا الإعلام بحيث يخفى عن غيره. وتكون هذه الإشارة السريعة، وهذا الإعلام الخفيّ:
- بالكلام على سبيل الرمز والتعريض.
- وبالصوت المجرّد عن التركيب.
- وبالإشارة، والإيماء ببعض الجوارح.
- وبالكتابة.
فكلّ ما دللت به من كلام أو كتابة أو رسالة أو إشارة، فهو وحي. وعلى هذه المعاني حمل قوله تعالى عن زكريّا: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم:11] ، فقيل في تفسير "أوحى إليهم" رمز، وقيل أشار، وقيل كتب [3] .
وقد يطلق الوحي ويراد به الموحى به من باب إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول. [1] صفحة 858 [ط2 - 1418هـ / 1997م] . [2] انظر فتح الباري لابن حجر العسقلانيّ 1/14. [3] مفردات القرآن 858.