هذه الحقيقة العلميّة عبّر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل اكتشافها بأربعة عشر قرناً من الزمان وهي تدلّ على أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم موصول بالوحي ومعلَّم من خالق السموات والأرض خالق كلّ شيء.
3 - الحمَّى من فيح جهنّم فأبردوها بالماء، ولا تسبّوها فإنّها تنقّي الذنوب
روى البخاريّ بسنده إلى ابن عمر مرفوعاً: "إنّ الحمى من فيح جهنّم فأبردوها بالماء" [1] . وعن جابر بن عبد الله يرفعه: "لا تسبّيها" أي الحمى "فإنّها تنقّي الذنوب كما تنقّي النارُ خبث الحديد" [2] .
لقد تبيّن أنّ الحمّى قد تتسبّب في حرارة شديدة تصل إلى 41 درجة مئوية، فيصدق عليها وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنها من فيح جهنم. . . وهذه الحرارة قد تؤدّي إلى هياج شديد ثم هبوط عام وغيبوبة تكون سبباً في الوفاة، ولذا كان لزاماً تخفيض درجة الحرارة فوراً حتى ينتظم مركز تنظيم الحرارة بالمخّ، وليس لذلك وسيلة إلا وضع المريض في ماءٍ بارد أو عمل كمّادات من الماء البارد والثلج. . ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حمَّ دعا بقربة من الماء فأفرغها على رأسه.
أما لِمَ دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعدم سبّ الحمى؟ فلأنه عند الإصابة بالحمى تزيد نسبة مادّة "الإنترفيرون " [Intefeon] لدرجة كبيرة وهي مادّة [1] صحيح البخاري - بدء الخلق - باب صفة النار - فتح الباري 6/380 حديث 3263 - صحيح مسلم - كتاب السلام 4/1731 حديث 2209. [2] صحيح مسلم - كتاب البرّ والصلة 4/1993 حديث 4575.