بالظعينة، قلنا لها: " أخرجي الكتاب! قالت: "ما معي كتاب! فقلنا: لتخرجنّ الكتاب أو لنلقينّ الثياب. قال فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم. . " الحديث [1] .
ونلاحظ هنا أنّ عليّا وصاحبيه رضي الله عنهم لم يصدّقا المرأة في ادعائها، وهدّداها بحزم بخلع ثيابها إن هي لم تخرج الرسالة لأنهم واثقون من صدق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أنّ الوحي هو الذي أطلعه على سرّ الرسالة وصاحبها وحاملتها، والموضع الذي سيجدونها فيه. . . الأمر الذي يدعم الحقيقة الصادعة أنّ أحاديث الرسول وأخباره وحي. [1] صحبح البخاريّ - المغازي - غزوة الفتح - فتح الباري 7/592 حديث 4274 - وذكر ابن حجر في الفتح 7/594 نصّ الرسالة كما أوردها يحيى بن سلام [ت210] في تفسيره: "أمّا بعد يا معشر قريش، فإنّ رسول الله جاءكم بجيش كالليل يسير كالسيل فوالله لو جاءكم وحده لنصره الله وأنجز له وعده، فانظروا لأنفسكم، والسلام. "
9 ـ استحلال الزنى والخمر والمعازف
ومن الغيبيات التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وتحقّقت، استحلال الزنى ولبس الرجال الحرير واتخاذ المعازف، يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "ليكوننّ من أمّتي أقوام يستحلّون الحر والحرير والخمر والمعازف" [1] .
والحر بكسر الحاء المهملة وتخفيف الراء هو الفرج، كنّى به عن الزنى، وما ذكره الحديث من محرّمات أصبحت تُتعاطى في بعض البلاد الإسلاميّة بدون نكير وكأنّها من الطيّبات!! بل فقد أقرّت سلطات بعض البلاد ما [1] صحيح البخاريّ - الأشربة - باب ما جاء فيمن يستحلّ الخمر ويسمّيه بغير اسمه - فتح الباري 10/53 حديث 5590.