إطلاع الله تعالى بعض خلقه على غيبه:
لقد أخبرنا الله تعالى اختصاصه بالغيب، إلا أن يُطلع بعضَ خلقه عليه، تكرماً ومنحةً، فإذا أطلعهم عليه علموه، فهم لا يعلمون إلا ما أطلعهم عليه.
فقال جل شأنه: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً، إِلَّا مَنِ
اعتمد على الإمام البيهقي، ولخَّص ما كتبه السابقون، ثم الحافظ السيوطي في كتابه «الخصائص الكبرى» [1] ، ... وغيرهم كثير رحمهم الله تعالى [2] .
وقبل البحث في الدلائل أحب أن أجيب عن إشكال قد يقع في ذهن القارئ، وهو طالما أن الغيب لله تعالى فهل تتعارض تلك النصوص معه؟
الغيب لله سبحانه وتعالى:
لقد أخبرنا الله تعالى أن الغيب له جل شأنه، وأنه تعالى استأثر به، وأنه لا أحد من الخلق يعلم الغيب.
قال الله عز وجل: {فَقُلْ إِنَّمَاالْغَيْبُ لِلّهِ} [يونس:20]
وقال جل شأنه: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: 65]
بل أخبر تعالى أن نبيَّه المصطفى صلى الله عليه وسلم - وهو أفضل خلقه وأكرمهم عليه - لا يعلم الغيب. فقال تعالى: {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأنعام:50] في آيات متعددة. [1] الخصائص غير الدلائل كما أن الدلائل غير الشمائل ... . [2] انظر كشف الظنون (760)