نام کتاب : المستشرقون والسنة نویسنده : سعد المرصفي جلد : 1 صفحه : 55
الدكتور علي حسن عبد القادر ملخص شُبَهِ هذا المُسْتَشْرِق [1].
ومع أننا قد ذكرنا في تعريف السُنَّة أنها أقوال النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأفعاله ... الخ، وأنَّ الحديث مُرادِفٌ لها عند غالب المُحَدِّثِينَ والأصوليِّين، باعتبار أنَّ في كل منها إضافة قول أو فعل ... الخ، فإننا نجد «شَاخْتْ» يقول عن أفعال النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «كانت أفعاله تعتبر بَشَرِيَّةً، بَحْتَةً، حتى ما مَسَّ منها أمور الدين، فكانت بهذا لا تعتبر معصومة عن الخطأ، وقد نقدت هذه الأفعال أكثر من مَرَّةٍ»! [2].
وهذا قول متهافت، لأَنَّ سُنَّة النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُجَّةٌ في التشريع، وقد تضافرت الأدلة على ذلك من الكتاب والسُنَّة والإجماع.
أما الكتاب فحسبنا أنْ نقرأ قول الحق - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [3].
والكتاب والسُنَّة صنوان أو توأمان، عليهما تتوقَّفُ حقيقة الإيمان، ومنهما تُسْتَمَدُّ أحكام الأفعال التي يباشرها الإنسان، ومنزلة السُنَّة من الكتاب منزلة البَيَانِ من المُبَيّن، قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [4].
هذا إلى ما تضيفه السُنَّة إلى القرآن من شؤون الدين وأحكامه، قال - جَلَّ شَأْنُهُ -: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [5]. [1] انظر " نظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي ": ص 126، ومن أراد المزيد فليرجع إلى " السُنَّة ومكانتها ": ص 78، 196، 203، 219، 228، 232، 233، وزعم شَاخْتْ في " أصول الفقه ": ص 3، ودعوى جُولْدْتسِيهِرْ في " العقيدة والشريعة ": ص 51، و " المُسْتَشْرِقُونَ وَمَصَادِرِ التَشْرِيعِ الإِسْلاَمِي ": ص 105، و " دائرة المعارف ": 13/ 403 - 404، و " دراسات في الحديث النبوي ": ص 416، 456، 457، و " التمييز ": ص 82، و " السُنَّة قبل التدوين ": ص 187، 194، 254، 255، 499، 500.
(2) " المُسْتَشْرِقُونَ وَمَصَادِرِ التَشْرِيعِ الإِسْلاَمِي ": ص 106 نقلاً عن " العقيدة والشريعة ": ص 252 وما بعدها بتصرف، و " المنتَقَى من دراسات المُسْتَشْرِقِينَ "، المحاضرة الأولى: ص 90 وما بعدها. [3] [النساء: 80]. [4] [النحل: 44]. [5] [الحشر: 7].
نام کتاب : المستشرقون والسنة نویسنده : سعد المرصفي جلد : 1 صفحه : 55