نام کتاب : علوم الحديث ومصطلحه نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 40
كُتُباً، فأكبُّوا عليها، وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألْبس كتاب الله بشيء أبداً، فترك كتاب السُنن» [1].
والخلفاء الراشدون لم يتشدَّدُوا في أمر الكتابة وحدها، بل بلغ بهم الورع أنْ راحوا يتشدّدُون حتى في الرواية، فلم يعط أبو بكر الجدَّةَ سُدُسَ الميراث إلاَّ بعد أنْ شهد المغيرة بن شُعبة ومحمد بن مسلمة أنَّ الرسول أعطاها السُدُس [2]، ولم يتساهل عمر مع أبي موسى الأشعري حين روى حديث الاستئذان، بل هدّدَهُ بتغزيره إنْ لم يشهد أحد من الصحابة على صحة سماعه، وقال له: «أقم عليه البيِّنَةَ وإلاَّ أوجعتك» [3].
فإذا رأينا كلاً من أبي بكر وعمر - بعد هذا - يكتبان الحديث أو ينصحان بكتابته [4]، وأنَّ كَثِيرًا من كبار الصحابة في عصرهما كانوا كذلك ينصحون بالكتابة ويأمرون بها أمراً صريحاً، أدركنا علة ذلك التشدُّدِ الذي وصفناه قبل، وثبت لنا - كما قال إسماعيل بن إبراهيم بن عُلية البصري (- 200 هـ) -
(1) " تقييد العلم ": ص 50 وانظر ما يقاربه في " جامع بيان العلم ": 1/ 64 و" طبقات ابن سعد ": 3/ 1 ص 206 و" كنز العمال " للمتقي الهندي: 5/ 239.
(2) " المختصر في علم رجال الأثر " لعبد الوهاب عبد اللطيف: ص 79.
(3) " صحيح مسلم ": 6/ 177 وقد شهد له أبو سعيد الخُدري بصحة سماعه. [4] انظر مثلاً في المخطوطة (جمع الجوامع للسيوطي - الظاهرية حديث 196) الوجه الثاني من الورقة 108 كيف أن أبا بكر كتب لأنس كتاباً فيه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين، وراجع في مستدرك الحاكم 1/ 106 وجامع بيان العلم 1/ 72 والمحدث الفاصل للرامهرمزي - مخطوطة الظاهرية حديث 400 قول عمر بن الخطاب "قيدوا العلم بالكتاب".
وكذلك علي بن أبي طالب حض على كتابة العلم، وشاعت عنه العبارة التي يرددها كثير من الصحابة "قيدوا العلم بالكتاب" انظر تقييد العلم ص 90 ومعادن الجوهر للأمين العاملي 1/ 3 دمشق 1347.
ُ
نام کتاب : علوم الحديث ومصطلحه نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 40