نام کتاب : عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل نویسنده : عبد العزيز محمد فارح جلد : 1 صفحه : 35
بلوغها، فدونها خرط القتاد؛ إذ يستحيل ذلك على من لم يدمن الطلب والفحص، وكتب الأحاديث وحفظها، والمذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى العلماء والإتقان ... كما قال الإمام الذهبي [1] .
و يحيى بن معين إمام الجرح والتعديل:
تلت طبقة القطان وابن مهدي طبقة أخرى بلغ علم الرجال عندها الذروة، وبدأ التصنيف في هذا العلم في عصرها، ودونت العلل، من هذه الطبقة الإمام يحيى بن معين (233 هـ) والإمام أحمد بن حنبل (241 هـ) وعلي المديني (234 هـ) ومحمد بن سعد كاتب الواقدي وصاحب الطبقات المتوفى سنة (230هـ) ومحمد بن عبد الله بن نمير (199 هـ) وإسحاق بن راهويه (238 هـ) وأبو خيثمة زهير بن حرب (234 هـ) .
إلا أنَّ ألزمهم لهذا الشأن وأكثرهم اختصاصا به الإمام أبو زفر يحيى بن معين الذي كان يروي الحديث وينتقد الرواة، فإذا روى كان حجة، وإذا تكلم في أسانيد الرجال كان كالبحر الذي لا تُعَكِّره الدلاء، وكم من عالم شهد له بأنه خلق لهذا الفن [2] .
سمع من مجموعة كبيرة من الشيوخ، أغلبهم صرفوا همتهم إلى نقد الرواة وتمحيص الروايات، ولاشك أن لهذا الأثر الكبير في نبوغه وبلوغه مرتبة [1] انظر تذكرة الحفاظ 1/4. [2] مصادر ترجمته: طبقات ابن سعد 7/354 ـ التاريخ الكبير للبخاري 4 القسم الثاني وتقدمة المعرفة 314-319 وتاريخ بغداد 14/177-178 وطبقات الحنابلة 1/402 ووفيات الأعيان 6/139 وتذكرة الحفاظ 1/459 وسير أعلام النبلاء 11/71 وميزان الاعتدال 4/410.
نام کتاب : عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل نویسنده : عبد العزيز محمد فارح جلد : 1 صفحه : 35