نام کتاب : فتح الباقي بشرح ألفية العراقي نویسنده : الأنصاري، زكريا جلد : 1 صفحه : 386
وكما لا يُشترطُ رؤيتُه لَهُ لا يشترطُ تمييزُهُ لَهُ مِنَ الحاضِرينَ [1].
ويجوزُ فِي ((مِنْ)) كَسْرُ مِيمِها، فتكونُ جارةً، وفتحُها، فتكونُ موصولةً، أَوْ نكرةً موصوفةً
(وعن شُعْبَةَ) بنِ الحَجَّاجِ أنَّه قَالَ [2]: (لا تروِ) عَمَّنْ يُحدِّثُكَ، وَلَمْ تَرَ وَجْهَهُ، فلعلَّهُ شيطانٌ قَدْ تَصوَّرَ في صورتِهِ، يَقُول: ((حَدَّثَنَا))، أَوْ ((أَخْبَرَنَا)).
(لَنَا) عَلَى صِحَّةِ السَّمَاعِ مِن وراءِ الحِجَابِ اعتماداً عَلَى الصَّوتِ حَدِيث: (((إنَّ بِلالاً) يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوْا، وَاشْرَبُوْا حَتَّى تَسْمَعُوْا تَأْذِيْنَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُوْمٍ)) [3].
فأمرَ الشارعُ - صلى الله عليه وسلم - بالاعتمادِ عَلَى صَوْتِهِ مَعَ غَيْبَةِ شَخْصِهِ عَمَّنْ يَسْمَعُهُ [4].
(وَ) لَنَا أَيْضاً عَلَى ذَلِكَ (حَدِيثُ) أي: تَحدِيثُ (أُمِّنَا) عَائِشَةَ، وغيرِها من أُمَّهَاتِ المؤمِنينَ مِنْ وَراءِ حِجَابٍ، مَعَ نَقْلِ ذَلِكَ عَنْهُنَّ مَن سَمِعَهُ، والاحتجاجِ بِهِ في "الصَّحِيحِ" [5]. [1] انظر: فتح المغيث: 2/ 56. [2] المحدث الفاصل: 599، والإلماع: 137. قال ابن كثير في اختصار علوم الحديث: 118 عن مذهب شعبة هذا: ((وهذا عجيب وغريب جداً)). وقال النّوويّ في الإرشاد 1/ 366 - 367: ((وهذا خلاف الصّواب وخلاف ما قاله الجمهور)). وقال الزّركشيّ في نكته 3/ 499: ((قيل: إن فيه نظراً؛ لأن الشيطان إذا جاز أن يتصور بصورة الإنسان، فسواء وراء حجاب أو مشافهة. والحق أن الرّاوي إذا تحقق أن هذا الصوت صوته جازت الرّواية عنه وإن لم يتحقق لم تجز، لأن حديث أبي طلحة: ((وأنا أعرف صوت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - من الجوع)). أخرجه البخاريّ 4/ 234 (3578)، و 7/ 89 (5381)، و 8/ 174 (6688). [3] أخرجه مالك (194) (195)، والشافعي (615) و (616) بتحقيقنا، والطيالسي (1819)، وعبد الرزاق (1885) (7614)، والحميدي (611)، وابن أبي شيبة (8923) و (8925)، وأحمد 2/ 9 و 57 و 62 و 64 و 73 و 94 و 107 و 123، وعبد بن حميد (734)، والدارمي (1192)، والبخاري 1/ 160 (617) و (620) و161 (622) و 3/ 37 (1918) و225 (2656) و 9/ 107 (7248)، ومسلم 3/ 128 (1092) (36) (37) و 3/ 129 (1092) (38)، والترمذي (203)، والنسائي 2/ 10، وأبو يعلى (5432)، وابن خزيمة (401) و (424) و (1931)، والطحاوي في شرح المعاني 1/ 137 و 138، وابن حبان (3468) (3469) (3470)، والطبراني في الكبير (13106)، والبيهقي 1/ 380 و 382 و 426، والبغوي (433) و (434) من حديث ابن عمر. [4] انظر: شرح التبصرة والتذكرة 2/ 126. قال السخاوي 2/ 57: ((فقد يخدش فيه بأن الأذان لا قدرة للشيطان على سماع ألفاظه فكيف بقوله؟)). [5] انظر: معرفة أنواع علم الحديث: 309، والمقنع 1/ 313، وشرح التبصرة والتذكرة 2/ 126 - 127، وفتح المغيث 2/ 57، وتدريب الرّاوي 2/ 28.
نام کتاب : فتح الباقي بشرح ألفية العراقي نویسنده : الأنصاري، زكريا جلد : 1 صفحه : 386