responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 96
ومن هنا روى الخطيب في " الكفاية " عن الإمام ابن مهدي , قال: «لاَ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَشْغَلَ نَفْسَهُ بِكِتَابَةِ أَحَادِيثِ الضُّعَفَاءِ , فَإِنَّ أَقَلَّ مَا فِيهِ أَنْ يَفُوتَهُ بِقَدْرِ مَا يَكْتُبُ مِنْ حَدِيثِ أَهْلِ الضَّعْفِ يَفُوتُهُ مِنْ حَدِيثِ الثِّقَاتِ» ...

وإذا كانت طاقة الإنسان في الحفظ والتذكر والاستيعاب والهضم محدودة ولا بد فليصرفها إذن فيما هو أحق وأولى , ولا يختلف اثنان أن الصحيح أولى بأن توجه إليه الطاقات , وتصرف إليه الجهود والأوقات من الضعيف.

التَّحْذِيرُ مِنْ اخْتِلاَلِ النَّسَبِ بَيْنَ الأَعْمَالِ:
الحقيقة الخامسة:
أن أحاديث الرقائق والترغيب والترهيب ـ إن كانت لا تشتمل على حكم يحلل أو يحرم ـ نجدها تشتمل على شيء آخر , له أهميته وخطورته , وإن لم يلتفت إليه أئمتنا السابقون , وهو ما يترتب عليها (اِخْتِلاَلَ النِّسَبِ) التي وضعها الشارع الحكيم للتكاليف والأعمال , فلكل عمل ـ مأمور به أو منهي عنه ـ وزن أو "سعر" معين في نظر الشارع بالنسبة لغيره من الأعمال , ولا يجوز لنا أن نتجاوز به حده الذي حده له الشارع , فنهبط به عن مكانته , أو نرتفع به فوق مقداره.

ومن أشد الأمور خطرًا إعطاء قيمة لبعض الأعمال الصالحة , أكبر من حجمها وأكثر مما تستحقه , بتضخيم ما فيها من ثواب , حتى تطغى على ما هو أهم منها وأعلى درجة في نظر الدين.

وفي مقابل ذلك إعطاء أهمية لبعض الأعمال المحظورة , وتضخيم ما فيها من عقاب بحيث تجور على غيرها.

وقد ترتب على التهويل والمبالغات في الوعد بالثواب , والوعيد بالعقاب: تشويه صورة الدين في نظر المثقفين المستنيرين , حيث ينسبون هذا الذي يسمعونه أو يقرءونه إلى الدين نفسه , والدين منه براء.

وكثيرًا ما أدت هذه المبالغات ـ وخصوصًا في جانب الترهيب ـ إلى نتائج عكسية واضطرابات نفسية , وَكَثِيرًا مَا بَغَّضَ هؤلاء المُبَالِغُونَ رَبَّ النَّاسِ إِلَى النَّاسِ , وَنَفَّرُوهُمْ مِنْهُ , وَأَبْعَدُوهُمْ عَنْ رِحَابِهِ. ولقد شكا إِلَيَّ بعض الآباء أن ابنته

نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست