responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 86
حضرت في بعض البلاد خطبة أظنها كانت بمناسبة من مناسبات السيرة النبوية , لهذا كان محورها شخصية النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وطهارة سيرته , وروعة مواقفه , وعظمة خلقه , وهو موضوع ثري حافل بالحقائق الثابتة من صريح القرآن , وصحيح السنة.
لكن الخطيب لم يذكر مما صح أو حسن من الحديث إلا اثنين أو ثلاثة , في حين أفرغ من جعبته جملة وافرة من الأحاديث الواهية , أو المنكرة , أو الموضوعة , أو التي لا يعرف لها أصل , مما قال فيه العلماء: «لاَ خُطُمٌ لَهَا وَلاَ أَزِمَّةٌ»!

أذكر من ذلك بعض الأحاديث:
- «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ نُورَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -».
- «وَأَنَّ اللهَ أَحْيَا أَبَوَيْهِ لَهُ فَأَسْلَمَا عَلَى يَدَيْهِ».
- «وَأَنَّ مَنْ تَسَمَّى بِاسْمِ (مُحَمَّدٍ) وَجَبَتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ».
- «وَأَحَادِيثُ الخَوَارِقِ التِي حَدَثَتْ عِنْدَ مَوْلِدِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... ». الخ.

ومن غرائب ما سمعته في فضل أمته - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - حديث:
- «عُلَمَاءُ أُمَّتِي كَأَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

والحديث مما اشتهر وضعه , ونص العلماء في كتب المصطلح على أنه مكذوب.

وقد دلل الخطيب المذكور على صحة الحديث بحكاية ذكرها , مضمونها: أن الإمام أبا حامد الغزالي لقى سيدنا موسى في الرؤيا أو في عالم الأرواح , فقال له كليم الله موسى: «مَا اسْمُكَ؟»، قَالَ: «مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ مُحَمَّدٍ الغَزَّالِيُّ الطُّوسِيُّ ... » الخ ... قَالَ: «سَأَلْتُكَ عَنْ اسْمِكَ وَلَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ نَسَبِكَ , قَالَ: «وَأَنْتَ سَأَلَكَ اللهُ عَمَّا بِيَمِينِكَ فَلَمْ تَقُلْ عَصَا , وَتَسْكُتَ , بَلْ قُلْتَ: «{هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [طه: 18]»! قَالَ: «فَحَجَّ الغَزَّالِيُّ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -!!». وبهذا أثبت الخطيب صدق الحديث

نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست