نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 78
وقال أحمد بن أبي [الحَوَارِي]: «مَنْ عَمَلَ عَمَلاً بِلاَ اتِّبَاعِ سُنَّةٍ فَبَاطِلٌ عَمَلُهُ» [1].
ومن هنا كان المربون والدعاة محتاجين إلى السنة، حاجة رجال الفقه إليها.
ففيها من التوجيهات المشرقة , والحجج الدامغة , الحكم البالغة , والكلم الجامعة , والمواعظ المؤثرة , والأمثال المعبرة , والقصص الهادفة , وألوان الأمر والنهي , والوعد والوعيد , والترغيب والترهيب , ما يلين القلوب الجامدة وويحرك العزائم الهامدة , وينبه العقول الغافلة , فهي تسير في خط القرآن في مخاطبة كيان الإنسان كله: عقله وقلبه وضميره , وهي تعمل على تكوين الشخصية المسلمة المتكاملة , ذات العقل الذكي والقلب النقي , والعزم الفتي، والجسم القوي.
وأول ما ينبغي على الداعية أن يعتمد عليه وينهل من معينه , من كتب السنة: الصحيحان: " صحيح البخاري" و" صحيح مسلم " , اللذان تلقتهما الأمة بالقبول. ولم ينتقد عليهما إلا أحاديث معدودة , يتعلق النقد في جلها بأمور شكلية وفنية.
ثم عليه أن ينتقي من كتب السنة الأخرى مثل كتب " السنن الأربعة " لأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه , و" موطأ مالك " و" مسند أحمد " و" سنن الدارمي " , و" صحيح ابن خزيمة " , و" صحيح ابن حبان " , و" مستدرك " الحاكم , و" مسندي أبي يعلي , والبزار " , و" معاجم الطبراني " , و" شعب الإيمان " للبيهقي، وغيرها مما نص الحفاظ النقاد على صحته أو حسنه من الأحاديث , وألا يعتمد على الأحاديث الواهية والمنكرة والموضوعة , التي غدت ـ للأسف الشديد ـ بضاعة كثير من الخطباء والمرشدين الدينيين.
ومن فضل الله تعالى أن عددًا من كتب السنة الأساسية قد خدم وحقق , فظهر " موطأ مالك " و" صحيح مسلم " و" سنن ابن ماجه " محققة مرقمة مفهرسة من عمل خادم السنة محمد فؤاد عبد الباقي - رَحِمَهُ اللهُ - وكذلك ظهر كتاب " سنن [1] ذكر ذلك ابن القيم في " مدارج السالكين ": ج 2 ص 464، 465. وانظر كتابنا " مدخل لدراسة السنة النبوية " تحت عنوان: (السنة مصدر لتوجيه السلوك): ص 63 - 66.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 78