responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 48
إما أن تكون: صحيحة قوية , أو سقيمة ضعيفة , أو مكذوبة موضوعة.
فإن كانت صحيحة قوية فلا كلام فيها , وإن كانت ضعيفة الأسانيد , فقد اتفق المحدثون على أن الحديث الضعيف يجوز العمل به في الترغيب والترهيب فقط , كما في " الأذكار " للنووي , و" إنسان العيون " لعلي بن برهان الدين الحلبي , و" الأسرار المحمدية " لابن فخر الدين الرومي وغيرها.

وإن كانت موضوعة: فقد ذكر الحاكم وغيره «أَنَّ رَجُلاً مِنَ الزُّهَّادِ اِنْتُدِبَ فِي وَضْعِ الأَحَادِيثِ فِي فَضْلِ القُرْآنِ وَسُوَرِهِ , فَقِيلَ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ زَهَدُوا فِي القُرْآنِ , فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُرَغِّبَهُمْ فِيهِ , فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:"مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " فَقَالَ: مَا كَذَبْتُ عَلَيْهِ , وَإِنَّمَا كَذَبْتُ لَهُ "!!».

أراد: أن الكذب عليه يؤدي إلى هدم قواعد الإسلام , وإفساد الشريعة والأحكام وليس كذلك: الكذب له، فإنه للحث على اتباع شريعته , واقتفاء أثره في طريقته , قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: الكلام وسيلة إلى المقاصد , فكل مقصود محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعًا , فالكذب حرام , فإن أمكن التوصل إليه بالكذب دون الصدق: فالكذب فيه مباح إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحًا , وواجب إن كان ذلك المقصود واجبًا , فهذا ضابطه [1] انتهى.

ولا نملك هنا إلا أن نُحَوْقِلَ وَنَسْتَرْجِعَ!

ثم إن المرء ليعجب غاية العجب أن يصدر مثل هذا الكلام من رجل حشر نفسه في زمرة المفسرين لكتاب الله , ووصفه بعضهم بأنه فقيه وأصولي! وأي فقه عند هذا الذي يجهل الأوليات عند العلماء المحققين؟!

جهل هذا الشيخ ذو النزعة الصوفية أن الله أكمل لنا الدين , وأتم به علينا النعمة , فلم نعد في حاجة إلى من يكمله لنا , باختراع أحاديث من عنده , كأنما يستدرك على الله تعالى , أَوْ يَمْتَنَّ على محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , يقول له: أنا أكذب لك ,

[1] نقل ذلك منكرًا ومنددًا، الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على " الأجوبة الفاضلة " للكنوي: ص 133، 134 ط. ثانية، القاهرة، 1984 م.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست