نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 38
فلم يقبلوا حَدِيثًا بِغَيْرِ سَنَدٍ , ولم يقبلوا سَنَدًا , دُونَ أَنْ يُشَرِّحُوا رُوَّاتَهُ وَاحِدًا وَاحِدًا , حتى تعرف عينه , ويعرف حاله , من مولده إلى وفاته , ومن أي حلقة هو؟ ومن شيوخه؟ ومن رفاقه؟ ومن تلاميذه؟ وما مدى أمانته وتقواه , ومدى حفظه وضبطه , ومدى موافقته للثقات المشاهير أو انفراده بالغرائب.
ولم يقبلوا من الحديث إلا ما كان متصل السند من مبدئه إلى منتهاه بالثقات من الرواة العدول الضابطين , من غير فجوة ظاهرة أو خفية ومع ضرورة السلامة من كل شذوذ أو علة قادحة.
وهذا التدقيق في طلب الإسناد بشروطه وقيوده من خصائص الأمة الإسلامية , ومما سبقوا به أمم الحضارة المعاصرة في وضع أسس المنهج العلمي التاريخي.
ولكن مما يؤسف له أن الأمة شاعت بينها أحاديث باطلة لا أصل لها ولا إسناد، أو حكم العلماء العارفون بوضعها وكذبها. ومع هذا راجب في سوق العوام مثل الأحاديث المتعلقة بالمرأة كقولهم: «دَفْنُ البَنَاتِ مِنَ المَكْرُمَاتِ»، و «شَاوِرُوهُنَّ وَخَالِفُوهُنَّ»، «لاَ تُسْكِنُوهُنَّ الغُرَفَ وَلاَ تُعَلِّمُوهُنَّ الكِتَابَةَ» ... الخ.
وبعضها أحاديث ضد عقيدة التوحيد، مثل: «لَوْ اعْتَقَدَ أَحَدُكُمْ فِي حَجَرٍ لَنَفَعَهُ»، وبعضها خرافات باطلة مثل: «إِنَّ الوَرْدَ خُلِقَ مِنْ عَرَقِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -».
وهذا ما دعا عددًا من علماء الأمة لتأليف كتب في الأحاديث الموضوعة للتحذير منها، وخصوصًا بعد أن حفلت بها كتب المواعظ والرقائق والتصوف وغيرها، حتى بعض كتب الحديث نفسها، من هؤلاء الصغاني وابن الجوزي والسيوطي والقاري وابن عراق والشوكاني واللكنوي والألباني في عصرنا، فواجب الاستفادة منها.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 38