ونهى أصحابه عن الوصال في الصوم، رِفْقًا بِهِمْ، كما استحب لهم تعجيل الفطور، وتأخر السحور، تيسيرًا عليهم.
وشكا إليه بعض أصحابه أن عمرو بن العاص أصابته جنابة، فصلى بهم متيممًا، ولم يغتسل، ولما سأله عن ذلك، ذكر أن الليلة كانت شديدة البرودة قال: وتذكرت قول الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29]، فابتسم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهذا دليل على إقراره لفعله.
وفي واقعة أخرى أصابت رجلاً جراحة، ثم أصابته جنابة، فأفتاه بعض الناس بأن يغتسل رغم جراحته، فتفاقم عليه جرحه، فمات، فبلغ النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: «قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ! أَلاَ سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا؟ فَإِنَّمَا شِفَاءُ العِيِّ السُّؤَالُ» [3]. [1] رواه أحمد وابن حبان والبيهقي في " السنن " عن ابن عمر، كما في " صحيح الجامع الصغير ": (1886). [2] رواه أحمد والبيهقي عن ابن عمر، والطبراني عن ابن عباس وابن مسعود، المصدر السابق: (1885). [3] رواه أبو داود عن جابر، وفيه: «إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ».
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 34