responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 25
الفَصْلُ الأَوَّلُ: مَنْزِلَةُ السُنَّةِ فِي الإِسْلاَمِ:
القرآن الكريم هو الآية العظمي والمعجزة الكبرى لمحمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهو الكتاب المحفوظ الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو المصدر الأول المقطوع بنبوته من أوله إلى آخره، وبه يحتج على كل مصادر الإسلام وأدلته الأخرى، ولا يستدل بها عليه. وتأتي السنة النبوية مصدرًا تاليًا للقرآن، مُبَيِّنًا له، كما قال تعالى لرسوله: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]، فالرسول هو المبين للقرآن بقوله وعمله وتقريره.

وبهذا نعلم أن السنة هي التفسير العملي للقرآن , والتطبيق الواقعي ـ والمثالي أيضًا ـ للإسلام , فقد كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو القرآن مُفَسَّرًا , وَالإِسْلاَمُ مُجَسَّمًا.

وقد أدركت هذه المعنى , أم المؤمنين عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - , بفقهها وبصيرتها , ومعايشتها لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فعبرت عن ذلك بعبارة مشرقة بليغة , حين سئلت عن خلق رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالت: «كَانَ خُلُقُهُ القُرْآنُ» [1].

فمن أراد أن يعرف المنهج العملي للإسلام بخصائصه وأركانه فليعرف مفصلاً مجسدًا في السنة النبوية والقولية والعملية والتقريرية. فكلمة (السُنَّةِ) تعني: الطريق أو المنهج، وهي تمثل (الحِكْمَةَ) النبوية في بيان القرآن، وشرح حقائق الإسلام

[1] رواه مسلم بلفظ: «خُلُقَهُ كَانَ القُرْآنُ». وقد رواه أحمد وأبو داود والنسائي كما في تفسير سورة (ن) لابن كثير.
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ / تَوْفِيقْ بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَيْشِي]:
«فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْقُرْآنَ» راجع " الجامع الصحيح " للإمام مسلم: (6) كتاب صلاة المسافرن وقصرها (18) باب جامع صلاة الليل، ومن نام عنه أو مرض، حديث رقم 139، 1/ 513.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست