responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 195
الحقيقة , والتسليم بها , وما كانوا بحاجة إلى إنكار الأحاديث الصحاح التي أثبتت رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة , وأنهم يرون ربهم كما يرون القمر ليلة البدر , والتشبيه للرؤية في الوضوح لا للمرئي , بالإضافة إلى ظاهر القرآن الذين تعسفوا في تأويله , من مثل قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23].

والخطأ الأساسي الذي وقعوا فيه قياس الغائب على الشاهد , والآخرة على الأولى , وهو قياس مع الفارق , فلكل دار قوانينها وسننها.

لهذا أثبت أهل السنة الرؤية , مع اتفاقهم على أنها لا تكون على المعهود من رؤية البصر المعروفة لنا في مجرى العادة بل هي ـ كما قال الإمام محمد عبده ـ رؤية لا كيف فيها ولا تحديد , ومثلها لا يكون إلا ببصر يختص الله به أهل الدار الآخرة , أو تتغير فيها خاصته المعهودة في الحياة الدنيا , وهو ما لا يمكننا معرفته , وإن كنا نصدق بوقوعه متى صح الخبر [1].

وقد علق السيد رشيد رضا على كلام شيخه في وسيلة الرؤية في الآخرة بقوله: «الإدراك في الحقيقة للروح , وإنما الحواس آلات لها , وقد ثبت بالتجارب القطعية لدى علماء الشرق والغرب في هذا العصر: أن من الناس من يبصر ويقرأ وهو مغمض العينين , فيما يسمونه قراءة الأفكار , ويبصر بعض الأشياء دون بعض في العمل النومي , ومنهم من يبصر الشيء مع الحجب الكثيرة , والبعد الشاسع كمن أبصر وهو بمصر قريبه في الإسكندرية خارجًا من داره إلى المحطة ـ إلى آخر ما تقدم في حاشية ص 105. فإذا كان هذا قد ثبت في هذا العالم على خلاف المألوف في الرؤية لكل الناس ـ فهل يليق بعاقل أن يستشكل ما هو أغرب منه , وأبعد عن المألوف في الجنة , وهي من عالم الغيب المخالفة سننه ونواميسه لعالم الشهادة , وهل استشكال منكري الرؤية إلا بسبب قياس عالم الغيب على عالم الدنيا في الرؤية والمرئي؟ وهو قياس باطل , وبطلانه في المرئي أظهر» [2].

(1) " رسالة التوحيد " للشيخ محمد عبده: ص187 , 188.
[2] المصدر السابق.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست