نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 145
الفصل الرابع: فَهْمُ الأَحَادِيثِ فِي ضَوْءِ أَسْبَابِهَا وَمُلاَبَسَاتِهَا وَمَقَاصِدَهَا:
ومن حسن الفقه للسنة النبوية: النظر فيما بني من الأحاديث على أسباب خاصة أو ارتبط بعلة معينة , منصوص عليها في الحديث أو مستنبطة منه , أو مفهومة من الواقع الذي سيق فيه الحديث.
فالناظر المتعمق يجد أن من الحديث ما بني على رعاية ظروف زمنية خاصة ليحقق مصلحة معتبرة , أو يدرأ مفسدة معينة , أو يعالج مشكلة قائمة , في ذلك الوقت.
ومعنى هذا أن الحكم الذي يحمله الحديث قد يبدو عَامًّا وَدَائِمًا , ولكنه ـ عند التأمل ـ مبني على علة , ويزول بزوالها , كما يبقى ببقائها.
وهذا يحتاج إلى فقه عميق , ونظر دقيق , ودراسة مستوعبة للنصوص , وإدراك بصير لمقاصد الشريعة , وحقيقة الدين , ومع شجاعة أدبية , وقوة نفسية للصدع بالحق , وإن خالف ما ألفه الناس وتوارثوه , وليس هذا بالشيء الهين , فقد كلف هذا شيخ الإسلام ابن تيمية معاداة الكثيرين من علماء زمنه , الذين كادوا له حتى أدخل السجن أكثر من مرة , ومات فيه - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
لا بد لفهم الحديث فَهْمًا سَلِيمًا دَقِيقًا , من معرفة الملابسات التي سيق فيها النص , وجاء بَيَانًا لها وعلاجًا لظروفها , حتى يتحدد المراد من الحديث بدقة ولا يتعرض لشطحات الظنون , أو الجري وراء ظاهر غير مقصود.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 145