نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 29
ولهذا روى ابن عباس عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِيَّاكُمْ وَالغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ» [10].
وروى ابن مسعود عنه: «هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ» قَالَهَا ثَلاَثًا [11].
انتحال أهل الباطل:
(ب) ـ وهناك: (الانتحال) الذي يحاول به أهل الباطل أن يدخلوا على هذا المنهج النبوي ما ليس منه , وأن يلصقوا به من المحدثات والمبتدعات ما تأباه طبيعته , وترفضه عقيدته وشريعته , وتنفر منه أصوله وفروعه.
ولما عجزوا عن إضافة شيء إلى القرآن المحفوظ في الصدور , المسطور في المصاحف , المتلو بالألسنة , حسبوا أن طريقهم إلى الانتحال في السنة ممهد , وأن بإمكانهم أن يقولوا: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دون بينة.
ولكن جهابذة الأمة وحفظة السنة , قعدوا لهم كل مرصد , وسدوا عليهم كل منافذ الانتحال.
فلم يقبلوا حديثًا بغير سند , ولم يقبلوا سندًا , دون أن يشرحوا رواته واحدًا واحدًا , حتى تعرف عينه , ويعرف حاله , من مولده إلى وفاته , ومن أي حلقة هو؟ ومن شيوخه؟ ومن رفاقه؟ ومن تلاميذه؟ وما مدى أمانته وتقواه , ومدى حفظه وضبطه , ومدى موافقته للثقات المشاهير أو انفراده بالغرائب.
ولم يقبلوا من الحديث إلا ما كان متصل السند من مبدئه إلى منتهاه بالثقات من [10] رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن خزيمة وابن حبان عن ابن عباس، كما في " صحيح الجامع الصغير وزياداته ": (2680). [11] رواه مسلم في كتاب العلم من " صحيحه ": (2670).
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 29