نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 25
منهج ميسر:
ومن خصائص هذا المنهج أنه يتميز أيضًا باليسر والسهولة والسماحة. فمن أوصاف هذا الرسول في كتب الأولين من التوراة والإنجيل: { ... يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157].
فلا يوجد في سنة هذا النبي ما يحرج الناس في دينهم أو يرهقهم في دنياهم , بل هو يقول عن نفسه: «إنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» [4] يتأول قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
وقال - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -: «إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا، وَلاَ مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا» (5)
وحينما بعث أبا موسى ومعاذًا إلى اليمن أوصاهما بوصية موجزة جامعة «يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا» [6].
ويقول معلمًا لأمته: «يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا، وَلاَ تُنَفِّرُوا» [7].
ويقول عن رسالته: «إِنِّي بُعِثْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ» [8]. [4] رواه ابن سعد والحكيم الترمذي عن أبي صالح مرسلاً، ورواه الحاكم عنه عن أبي هريرة موصولاً، وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في تخريج كتابنا " الحلال والحرام " حديث رقم (1).
(5) رواه مسلم في كتاب الطلاق: (1478). [6] متفق عليه من حديث أبي موسى ومعاذ، " اللؤلؤ والمرجان ": (2130). [7] متفق عليه من حديث أنس، " اللؤلؤ والمرجان ": (1131). [8] رواه الطبراني عن أبي أمامة وفي سنده رَاوٍ ضعيف كما في " مجمع الزوائد ": (4/ 302) وقد رواه الخطيب وغيره عن جابر من طريق ضعيف، وفي " فيض القدير ": لكن له طرق ثلاث ليس يبعد أن لا ينزل بسببها عن درجة الحسن، انظر " غاية المرام " للألباني حديث (8)، وذكره الحافظ في " الفتح " (2/ 444) عَنْ السَّرَّاجُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ لَعِبِ الحَبَشَةِ فِي المَسْجِدِ وَفِيهِ: «أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [قَالَ يَوْمَئِذٍ]: " لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي بُعِثْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ "». ويشهد له ما رواه أحمد عن ابن عباس، قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ»، قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في " الكبير " و" الأوسط " والبزار، وفيه: ابن إسحاق وهو مدلس، ولم يصرح بالتحديث: (1/ 60) وعلقه البخاري في " صحيحه ".
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 25