نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 23
أولاً - مَنْزِلَةُ السُنَّةِ فِي الإِسْلاَمِ:
إن السنة هي التفسير العملي للقرآن , والتطبيق الواقعي ـ والمثالي أيضًا ـ للإسلام , فقد كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو القرآن مُفَسَّرًا , وَالإِسْلاَمُ مُجَسَّمًا.
وقد أدركت هذه المعنى , أم المؤمنين عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - , بفقهها وبصيرتها , ومعايشتها لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فعبرت عن ذلك بعبارة مشرقة بليغة , حين سئلت عن خلق رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالت: «كَانَ خُلُقُهُ القُرْآنُ» [1].
فمن أراد أن يعرف المنهج العملي للإسلام بخصائصه وأركانه فليعرف مفصلاً مجسدًا في السنة النبوية والقولية والعملية والتقريرية.
منهج شمولي:
فهو منهج يتميز بـ (الشمول) لحياة الإنسان كلها , طولاً وعرضًا وعمقًا. ونعني بالطول: الامتداد الزمني والرأسي , الذي يشمل حياة الإنسان من الميلاد إلى الوفاة , بل من مرحلة الجنينية إلى ما بعد الوفاة.
ونعني بالعرض الامتداد الأفقي , الذي يشمل مجالات الحياة كلها , بحيث تسير معه الهداية النبوية في البيت , وفي السوق وفي المسجد , وفي الطريق، وفي العمل , وفي العلاقة مع الله , والعلاقة مع النفس , والعلاقة مع الأسرة، والعلاقة مع الآخرين مسلمين وغير مسلمين , وبل مع الإنسان والحيوان والجماد. [1] رواه مسلم (*) بلفظ: «خُلُقَهُ كَانَ القُرْآنُ». وقد رواه أحمد وأبو داود والنسائي كما في تفسير سورة (ن) لابن كثير.
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ / تَوْفِيقْ بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَيْشِي]:
(*) «فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْقُرْآنَ» راجع " الجامع الصحيح " للإمام مسلم: (6) كتاب صلاة المسافرن وقصرها (18) باب جامع صلاة الليل، ومن نام عنه أو مرض، حديث رقم 139، 1/ 513.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 23