responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 174
تَبَعًا لما ألفناه , ما دام في دائرة الممكن عقلاً , وإن كنا نعتبره مستحيلاً في العادة , فقد استطاع الإنسان , بما أوتي من علم , أن يصنع أشياء كانت في حكم المستحيل عادة , ولو حكيت لأحد الأقدمين , لرمي من يحكيها بالجنون , فكيف بقدرة الله تعالى , الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟
لهذا قرر علماؤنا أن الدين قد يأتي بما يحار فيه العقل , ولكنه لا يمكن أن يأتي بما يحيله العقل. فلا يتناقض صحيح المنقول , وصريح المعقول , بحال من الأحوال.

وما يظن من تناقض بينهما , فلا بد أن غَلَطًا قد وقع , فإما أن يكون النقل غير صحيح أو يكون العقل غير صريح , أعني أن ما ظنه الإنسان دِينًا ليس من الدين , أو ظنه عِلْمًا أو عقلاً ليس من العلم والعقل.

ولقد غلت بعض المدارس أو الفرق الإسلامية , مثل المعتزلة في رد بعض ما تستبعده عقولهم من صحاح الأحاديث , كما رأينا موقف بعضهم من رد الأحاديث التي تحدثت عن سؤال الملكين في القبر , وما يعقب ذلك من نعيم أو عذاب.

ومثل ذلك موقفهم من أحاديث (الميزان) و (الصراط).
وموقفهم من رؤية المؤمنين لله تعالى في الجنة.
ومن بعض الأحاديث التي تتحدث عن الجن وعلاقتهم ببني الإنسان.

وقد ذكر الإمام الشاطبي في كتابه القيم " الاعتصام " أن من خصال أهل الابتداع والانحراف: ردهم للأحاديث التي جرت غير موافقة لأغراضهم ومذاهبهم , ويدعون أنها مخالفة للمعقول , وغير جارية على مقتضى الدليل , فيجب ردها , كالمنكرين لعذاب القبر , والصراط والميزان , ورؤية الله - عَزَّ وَجَلَّ - في الآخرة , وكذلك حديث الذباب ومقله , وأن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء , وأنه يقدم الذي فيه الداء , وحديث الذي أخذ أخاه بطنه فأمره النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بسقيه العسل , وما أشبه ذلك من الأحاديث الصحيحة المنقولة نقل العدول.

ربما قدحوا في الرواة من الصحابة والتابعين - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ - وحاشاهم ـ وفيمن اتفق الأئمة من المحدثين على عدالتهم وإمامتهم , كل ذلك ليردوا به على من

نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست