responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 169
من السياق , كقول من قال منهم في حديث «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» [127] المراد بالسحور هنا: الاستغفار!

ولا ريب أن الاستغفار بالأسحار من أعظم ما حث عليه القرآن والسنة ولكن كونه المراد بالحديث هنا اعتساف مردود على قائله.

ولا سيما وقد جاءت الأحاديث الأخرى توضح المراد بيقين مثل قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «نِعْمَ السُّحُورُ التَّمْرُ» [128].

وقوله: «السَّحُورُ [أَكْلُهُ] بَرَكَةٌ، فَلاَ تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ» [129].

ومن ذلك تأويل الأحاديث الواردة في شأن المسيح الدجال , الذي أمرنا أن نستعيذ بالله من شر فتنته في كل صلاة ـ بأنها ترمز إلى الحضارة الغربية السائدة الآن , فهي حضارة عوراء ـ مثلما وصف الدجال بأنه أعور , وأنها تنظر إلى الحياة والإنسان بعين واحدة هي العين المادية فقط , وما عدا ذلك لا تراه , فلا روح للإنسان , ولا إله للكون , ولا آخرة بعد هذه الحياة الدنيا.

فهذا التأويل مخالف لما أثبتته الأحاديث المتكاثرة أن الدجال إنسان فرد شخص , يغدو ويروح , ويدخل ويخرج , ويدعو ويغري ويهدد ... إلخ ما صحت به الأحاديث في ذلك , وقد بلغت حد التواتر.

ومن ذلك تأويل بعض الكتاب المعاصرين من المسلمين , الأحاديث التي جاءت بنزول المسيح آخر الزمان ـ وهي أحاديث بلغت حد التواتر كما بَيَّنَ ذَلِكَ جمع من الأئمة الحفاظ [130] ـ أنها ترمز إلى عصر يسود فيه السلام والأمن , فقد اشتهر بين الناس أن المسيح هو داعية السلام والسماحة بين البشر.

[127] متفق عليه من حديث أنس كما في " اللؤلؤ والمرجان ": (665).
[128] رواه ابن حبان وأبو نعيم في " الحلية " والبيهقي في " السنن " عن أبي هريرة، وذكره في " صحيح الجامع الصغير ".
[129] رواه أحمد وإسناده قوي كما في " الترغيب " للمنذري.
[130] انظر في ذلك كتاب " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " للعلامة أنور الكشميري، تحقيق عبد الفتاح أبي غدة، وقد جمع فيه أربعين حديثًا من الصحاح والحسان، فضلاً عما دون ذلك.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست