responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 160
على الحقيقة , مع وجود المانع العقلي أو الشرعي أو العلمي أو الواقعي ـ مرفوض أيضًا.
وقد يكون رفض اللجوء إلى المجاز هنا باب فتنة للعقليين من الناس , الذين علمهم الإسلام أن لا تعارض بين صحيح المنقول وصريح المعقول.

ولنقرأ هذا الحديث الذي رواه الشيخان عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِذَا صَارَ أَهْلُ الجَنَّةِ إِلَى الجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ، جِيءَ بِالمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُذْبَحُ!، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ لاَ مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ لاَ مَوْتَ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ» [114].

وفي حديث أبي سعيد عند الشيخين وغيرهما: «يُؤْتَى بِالمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ» [115].

ترى ماذا يفهم من هذا الحديث؟ وكيف يذبح الموت؟ أو يموت الموت؟؟
لَقَدْ وَقَفَ عِنْدَهُ القَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ العَرَبِيِّ، وَقَالَ: «اسْتُشْكِلَ هَذَا الحَدِيثُ لِكَوْنِهِ يُخَالِفُ صَرِيحَ العَقْلِ لأَنَّ المَوْتَ عَرَضٌ وَالعَرَضُ لاَ يَنْقَلِبُ جِسْمًا فَكَيْفَ يُذْبَحُ؟؟
فَأَنْكَرَتْ طَائِفَةٌ صِحَّةَ هَذَا الحَدِيثِ وَدَفَعَتْهُ.
وَتَأَوَّلَتْهُ طَائِفَةٌ فَقَالُوا هَذَا تَمْثِيلٌ، وَلاَ ذَبْحَ هُنَاكَ حَقِيقَةً.
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: بَلِ الذَّبْحُ عَلَى حَقِيقَتِهِ وَالمَذْبُوحُ مُتَوَلِّي المَوْتِ، وَكُلُّهُمْ يَعْرِفُهُ لأَنَّهُ الذِي تَوَلَّى قَبْضَ أَرْوَاحِهِمْ».
قال الحافظ في " الفتح ": «وَارْتَضَى هَذَا بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ».

وَنُقِلَ عَنْ المَازِرِيُّ قَوْلَهُ: «المَوْتُ عِنْدَنَا عَرَضٌ مِنَ الأَعْرَاضِ وَعِنْدَ المُعْتَزِلَةِ لَيْسَ

[114] الحديث (5648) من " صحيح البخاري مع الفتح "، وهو في " اللؤلؤ والمرجان " حديث رقم (1812).
(115) " اللؤلؤ والمرجان " حديث (1811).
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست