responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 156
والظبي لمقيلك , والأرنب لعشائك! فقال: من علمك هذه القسمة؟ قال: الثوب الأرجواني الذي على الذئب!
قال: وعلى المثل حمل قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ} [سورة ص: 23].

ومثل ذلك ما قاله كثير من المفسرين في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ} [الأحزاب: 72].

وحمل الكلام على المجاز في بعض الأحيان يكون متعينًا وإلا زلت القدم وسقط المرء في الغلط.

وحين قال الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لنسائه من أمهات المؤمنين:
«أَسْرَعُكُنَّ لُحُوقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا» حملنه على طول اليد الحقيقي المعهود قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ - أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا؟!
بل في بعض الأحاديث أنهن أخذن (قصبة) لقياس أي الأيدي أطول؟!

والرسول لم يقصد ذلك , إنما قصد طول اليد في الخير , وبذل المعروف. وهذا ما صدقه الواقع , فكانت أول نسائه لَحُوقًا به هي زينب بنت جحش , كانت امرأة صناعًا , تعمل بيدها وتتصدق [108].

وهذا كما يقع في السنة يقع في القرآن , وقد وقع لِعَدِيٍّ بْنِ حَاتِمٍ هذا النوع من الخطأ في فهم قوله تعالى في شأن الصيام: {فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].

[108] الحديث رواه مسلم في فضائل الصحابة، برقم (2453)، وقع عند البخاري وَهْمٌ أن أطولهن يدًا وأسرعهن لحوقًا، كانت سودة! وهو غلط من بعض الرواة. ندد به ابن الجوزي، انظر " سير أعلام النبلاء " للذهبي، ط. الرسالة، بيروت: جـ 2 ص 213.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست