نام کتاب : مفتاح السعيدية في شرح الألفية الحديثية نویسنده : ابن عمار المالكي جلد : 1 صفحه : 329
قال القاضي: لعمري إنه من لم يفكر في العواقب، فليس له الدهر بصاحب، وسبيل العاقل أن لا يغتر بعدوه وإن كان لا حَذَر من قَدَر [1]، ولكنني أحلف لك ألية مسلم، وجهد مقسم، أني لا أوقع بك مكراً ولا غدراً.
قال اللص: لعمري [127 - ب] لقد حسنت عبارتك، وحسنت إشارتك، ونثرت حَبَّ خيرك، على فَخ غيرك، وقد قيل في المثل السائر: الحُرُّ حُرٌّ ما وعد، ووفى بما عهد، أدرك الأسد من قبل أن تلتقي على الفريسة سحياه، ولا تعجبنك من عدو حسن محياه، وأنشد:
لا تخدشن وجه الحديث فإنا ... قد كشفناه قبل كشفك عنه
وأطلعنا عليه والمستولى ... قطع أذن العيار أعير منه
ثم قال اللص: ألم يزعم القاضي أنه كتب الحديث ولقي الشيوخ؟ قال: أجل، قال: فأي شيء كتبت في هذا المثل الذي ضربت لك؟ قال القاضي: ما يحضرني في هذا المقام الحرج حديث أُسْنِدُهُ، ولا خبر أُورِدُهُ، فقد قَطَعَتْ هيبتُك كلامي، وصَدَّعَت قبضتُك عظامي.
قال اللص: فليسكن لُبُّك، وليطمئن قَلْبُك، فليست حاجة إلا ثيابك، اسمع هذا الحديث ويكون شأنك حتى لا يذهب منك شيء إلا بفائدة.
قال القاضي: هات ما هذه الفائدة.
قال اللص: حدثني أبي عن جدي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي [1] العبارة في «طبقات الشافعية»: أن لا يغتر بعدوه [بل يكون منه على حذر] ولكن لا حذر من قدر.
نام کتاب : مفتاح السعيدية في شرح الألفية الحديثية نویسنده : ابن عمار المالكي جلد : 1 صفحه : 329