ليس كل أحد يعتبر ويتفكر، وليس كل من تفكر أدرك المعنى المقصود [1].
ولأهمية التفكر في آيات الله الكونية نجد أن الله -تعالى- قد أقسم ببعضها تنبيها لأهميتها ونظامها وبديع صنعتها [2]، وهذا في آيات كثيرة.
والتفكر من العبادات القلبية الجليلة، وهو من أفضل أعمال القلب وأنفعها له [3]، كما أنه أصل الطاعات ومبدؤها [4]. وهو سبيل المرء إلى العمل، وإدراك حقائق الأشياء، بل إن حياة المرء وسعادته تبع لأفكاره.
قال ابن سعدي -رحمه الله-: " وأعلم أن حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكارا فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا، فحياتك طيبة سعيدة وإلا فالأمر بالعكس" [5].
فإعمال الفكر فيما ينفع ويقرب إلى الله من أهم المطالب الدينية. وقد مدح الله عباده الذين يذكرونه قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، قائلين: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [6]. [1] المصدر السابق: 1/ 496. [2] آيات الله في الكون: 20، وانظر: التفكير فريضة إسلامية لعباس محمود العقاد، ضمن موسوعة عباس محمود العقاد الإسلامية، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1: 5/ 829. [3] مفتاح دار السعادة: 1/ 284. [4] المصدر السابق: 1/ 183. [5] الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للشيخ: عبد الرحمن بن سعدي، طبعة الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض، ط4: 27. [6] آل عمران: 191.