المطلب الثالث: المخالفات العقدية في الدراسات العلمية حول الآيات الكونية المستقبلية
بالإضافة إلى ما سبق ذكره من المخالفات العقدية في التفسير العلمي عموماً [1]، فإن الدراسات العلمية حول الآيات الكونية المستقبلية يتعلق بها بعض المخالفات لتعلقها بالإيمان بالغيب.
أولاً: الرجم بالغيب فيما يحصل للكون، والخوض في تفصيلات بعض الآيات الكونية المستقبلية دون مراعاة للضوابط الشرعية، وعدم الرجوع إلى ما ورد في الكتاب والسنة [2].
ثانياً: تفسير القرآن وإخضاعه لتلك الدراسات [3] دون رجوع لفهم الصحابة والسلف لكتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، قال ابن مسعود -رضي الله عنه- لما سمع رجل يقص على أصحابه: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [4]، قال: " من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم، فإن الله قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} ([5]) " [6].
ثالثاً: التنطع والتكلف في السؤال عن الأمور الغيبية [7]، وإشغال النفس بها مع أن العلم بها لا يترتب عليه عمل شرعي.
رابعاً: تحكيم العقل في فهم النصوص الواردة في الكتاب والسنة عن الآيات الكونية [1] انظر: ص: 139. [2] انظر: التفسير والمفسرون: 2/ 568، وتفسير جزء عمّ لمحمد عبده، والموسوعة العربية العالمية: 20/ 315. [3] انظر: تفسير القرآن لمحمود شلتوت: 13. [4] الدخان: 10. [5] ص: 86. [6] صحيح البخاري، كتاب التفسير، سورة الروم: 931 برقم (4774). [7] انظر: تفسير القرآن لمحمود شلتوت: 383.