وقد جاء في حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنه عندما سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كتابة كل ما يسمعه منه فأوما -صلى الله عليه وسلم- بأصبعه إلى فيه، وقال: «اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق» [1].
فهذا يدل على أن كل ما جاء في السنة المطهرة حق لا شك فيه سواء كان إشارة إلى حقيقة علمية، أو قضية تاريخية عن نبي من الأنبياء، أو عن أحد من أهل زمانه أو غير ذلك، وهو موافق لما جاء في القرآن.
ولما كان الأمر كذلك فلا بد أن تكون وجوه الإعجاز فيها هي نفس وجوه الإعجاز في القرآن الكريم اللهم إلا فيما كان راجعاً إلى الصفة الإلهية في القرآن الكريم كإعجازه اللغوي والنحوي والصرفي والأسلوبي [2].
ويمكن تقسيم الهدي النبوي تجاه هذه الآيات الكونية، كالتقسيم السابق للهدي القرآني تجاهها إلى ثلاثة أقسام رئيسة ([3]): [1] سنن أبي داود - اعتنى به فريق بيت الأفكار الدولية، دار بيت الأفكار الدولية، الرياض-: كتاب العلم، باب في كتابة العلم: 403 برقم (3646)، ومسند الإمام أحمد: 11/ 58 برقم (6510)، وقال المحقق: إسناده صحيح. ورواه الحاكم في مستدركه، دار الفكر، بيروت، 1398: 1/ 105 - 106، وقال: رواة هذا الحديث قد احتج بهم عن آخرهم غير الوليد، وأظنه الوليد بن أبي الوليد الشامي فإنه الوليد بن عبد الله، وقد غلبت على أبيه الكنية، فإن كان كذلك فقد احتج مسلم به. وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: إن كان الوليد هو ابن أبي الوليد الشامي فهو على شرط مسلم. قال الألباني على كلام الحاكم: كذا قال، وإنما هو الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث مولى بني الدار حجازي، وهو ثقة كما قال ابن معين وابن حبان. انظر: السلسلة الصحيحة: 4/ 45 - 46 برقم (1532). [2] انظر: مقارنة بين أسلوب الحديث النبوي وأسلوب القرآن الكريم لمصطفى أحمد الزرقا، مجلة البحوث الإسلامية، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، العدد (1)، عام 1395: 91 - 95. [3] انظر: ص 76 من هذا البحث، وسمات الآيات الكونية الواردة في القرآن الكريم: 1.