نام کتاب : الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم نویسنده : القصير، أحمد بن عبد العزيز جلد : 1 صفحه : 73
القول الثاني: أنَّ معنى الأحاديث: أنَّ الله تعالى جعل صلة الرحم سبباً لطول العمر، كسائر الأعمال التي أمر الله بها شرعاً، ورتب عليها جزاء قدرياً، فمن عَلِمَ أنه يصل رحمه جعل أجله إلى كذا، ومن عَلِمَ أنه يقطع رحمه جعل أجله ينتهي إلى كذا، والكل قد فُرِغَ منه في الأزل، وجف به القلم.
وهذا قول: الطحاوي، والقاضي عياض، وابن حزم، والزمخشري، وابن عطية، والقرافي، وابن أبي العز الحنفي، والمناوي، وشمس الحق آبادي، والشوكاني، والآلوسي، وابن عثيمين. (1)
وذكره: ابن فورك، وابن الجوزي. (2)
قال ابن حزم: "وأما قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سره أنْ يُنسأ في أجله فليصل رحمه" فصحيح موافق للقرآن، ولما توجبه المشاهدة، وإنما معناه: أنَّ الله عز وجل لم يزل يعلم أنَّ زيداً سيصل رحمه، وأنَّ ذلك سببٌ إلى أنْ يبلغ من العمر كذا وكذا، وهكذا كل أجل في الدنيا؛ لأن مَنْ عَلِمَ الله تعالى أنه سيُعمَّر كذا وكذا من الدهر؛ فإنَّ الله تعالى قد عَلِمَ وقدَّر أنه سيتغذى بالطعام والشراب، ويتنفس بالهواء ويسلم من الآفات القاتلة تلك المدة التي لا بد من استيفائها، والمسبب والسبب كل ذلك قد سبق في علم الله عز وجل كما هو لا يُبَدَّل، قال تعالى: (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29)) [ق: 29]
ولو كان على غير هذا لوجب البداء [3] ضرورة، ولكان غير عليم بما
(1) انظر على الترتيب: مشكل الآثار، للطحاوي (4/ 78)، وإكمال المعلم بفوائد مسلم، للقاضي عياض (8/ 21)، والفصل في الملل والأهواء والنحل، لابن حزم (2/ 114 - 115)، والكشاف، للزمخشري
(3/ 586)، والمحرر الوجيز، لابن عطية (2/ 396)، وأنوار البروق، للقرافي (1/ 148)، وشرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي (1/ 150)، وفيض القدير، للمناوي (6/ 34)، وعون المعبود، للآبادي (5/ 77)، وتنبيه الأفاضل، ص (29)، وفتح القدير (4/ 486)، كلاهما للشوكاني، وروح المعاني، للآلوسي (4/ 397)، ومجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (2/ 111).
(2) انظر على الترتيب: مشكل الحديث وبيانه، لابن فورك (1/ 307)، وكشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي (3/ 186). [3] البداء يُطلق ويراد به في اللغة معنيين: الأول: الظهور بعد الخفاء، والثاني: نشأة رأي آخر لم يكن من قبل. وهذان المعنيان يستلزمان سبق الجهل وحدوث العلم، وكلاهما محالان في حق الله تعالى؛ لأن الله تعالى متصف أزلاً وأبداً بالعلم الواسع المحيط بكل شيء، فهو سبحانه يعلم ما كان، وما يكون، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف سيكون. انظر: النسخ في القرآن الكريم، لمصطفى زيد
(1/ 20 - 21).
نام کتاب : الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم نویسنده : القصير، أحمد بن عبد العزيز جلد : 1 صفحه : 73