المبحث الثالث: بيان وجه التعارض بين الآيات والحديث:
ظاهرُ رواية مسلم أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - محا اسمه الشريف "رسول الله" وكتب مكانه بيده الشريفة "ابن عبد الله"، ورواية البخاري جاءت بأصرح من هذا، وفيها: "فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْكِتَابَ - وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ - فَكَتَبَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ".
وهذا المعنى المتبادر من هاتين الروايتين يُوهِم خِلاف الآيات، والتي ظاهرها أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يحسن القراءة ولا الكتابة. (2)
= الثالث: طريق شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق، به.
أخرجه من طريقه: الإمام أحمد في مسنده (4/ 291)، والبخاري في صحيحه، في كتاب الصلح، حديث (2698)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الجهاد والسير، حديث (1783)، جميعهم بلفظ: "فَمَحَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ". وليس فيه أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب بيده.
الرابع: طريق ابن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، به.
أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الجزية، حديث (3184)، ولفظه: "فَمَحَاهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ".
ثانياً: حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -:
أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الجهاد والسير، حديث (1784)، ولفظه: "فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اكْتُبْ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ".
ثالثاً: حديث الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ:
أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الشروط، حديث (2734)، ولفظه: "فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللَّهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي، اكْتُبْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ".
النتيجة: سيأتي في مبحث الترجيح الجمع بين هذه الروايات، وبيان الصواب منها.
(1) أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الجهاد والسير، حديث (1783)، وقد تقدم ذكر إسناده في الذي قبله.
(2) انظر حكاية التعارض في الكتب الآتية: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، =
نام کتاب : الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم نویسنده : القصير، أحمد بن عبد العزيز جلد : 1 صفحه : 392