نام کتاب : الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم نویسنده : جامعة المدينة العالمية جلد : 1 صفحه : 460
استئناف الإثبات، احتيج إلى ما يربط الجملة الثانية بالأولى؛ فجيء بالواو كما جيء بها في قولك: "زيد منطلق وعمرو ذاهب" و"العلم حسن والجهل قبيح".
ويقول: "وتسميتنا لها واو الحال لا يخرجها عن أن تكون مجتلبة لضم جملة إلى جملة" فبين بذلك -رحمه الله- أن لا يكون الربط بالواو، وعدم الربط إلا لغرض إعجازي، وغرض بلاغي، وهذا ما تستطيع أن تستنتجه مما ذكرنا من آيات في مجيء الحال والربط بالواو فيها.
الفروق في استخدام الأفعال بأزمنتها المختلفة
وننتقل الآن إلى ذكر الفروق في استخدام الأفعال بأزمنتها الثلاثة المختلفة، كما تعلم أنّ الفِعْلَ لا يخرج عن أحد أزمنة ثلاث: إما أن يكون ماضيًا أو يكون حاليًا أو يكون مستقبلًا، وهذه القسمة نجدها في كتاب الله -سبحانه وتعالى- {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} (مريم: 64) "فما بين أيدينا" هو المستقبل، و"ما خلفنا" هو الماضي، وما بين ذلك هو الحاضر؛ فهذه قسمة معلومة.
وقد اهتم النحاة ببيان الكلام عن أزمنة الثلاثة للفعل، وبيان تناوبها في الاستخدام، بمعنى: أن الماضي قد يدل على المستقبل بدلالة السياق أو بالقرائن، وأن المضارع ينقلب إلى الماضي إذا ما سبقته لم، وأن الأمر يدل على الاستقبال، وقد يدل على الاستمرار؛ كما نقول في سورة الفاتحة {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيم} (الفاتحة: 6) فإننا نطلب الثبات والدوام على الهداية، ولا ننشئ الهداية؛ فإنك أيها الابن العزيز لو لم تكن مهتديًا ما وقفت بين يدي الله عز وجل تصلي له وتتعبد.
نام کتاب : الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم نویسنده : جامعة المدينة العالمية جلد : 1 صفحه : 460