نام کتاب : الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم نویسنده : جامعة المدينة العالمية جلد : 1 صفحه : 181
وكذلك عندنا حروف "الواو، والتاء" وهي حروف تستخدم للقسم، وشواهدها مشهورة {وَالْعَصْر} (العصر: 1) {وَالْفَجْر} (الفجر: 1) {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} (الليل: 1) {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} (الشمس: 1) والتاء {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم} (الأنبياء: 57) {تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} (يوسف: 85) والفَرْق أنّ الواو لمُطلق القسم، والتاء لا يُقسم بها إلّا على اللفظ الجليل سبحانه وتعالى.
هذا ما عرضنا له من معاني حروف الجر، وهو باب واسع، وأردت أن أعرض هذه الشواهد، وهذه النماذج لاستخدامات حروف الجر، على ما فيها من حوارات، ومن كلام بين العلماء في المعاني الذي يؤدي بنا إلى طرح مسألتين في غاية الأهمية، تناولها العلماء في هذه المعاني أولها:
هل ينوب حرف عن حرف؟ كما مثلنا وذكرنا في الأمثلة السابقة؛ نجد العلماء يقفون موقفين، هناك من يرفض أن ينوب حرف عن حرف، ويحمل جميع الحروف على معنى أصلي، وغيرها يؤوله على هذا المعنى أو يصرفه إليه، وهُناك فريق آخر يثبت هذا التناوب مطلقًا، والحقيقة أن كلا القولين بهما نظرٌ؛ لأنّ العُلماء الأجلاء الذين أنكروا، ومثلوا ببعض الأمثلة، أننا إذا فتحنا المجال لهذه القضية، ولتناوب الحروف جاز لأحد أن يقول: ذهبت إلى فلان. ثم يقول: أردت ذهبت معه، وإلى غيره ذلك< لأنه يضع حرفًا مكان حرف، على معنى يريده ويدعي أنه يريد كذا.
والأمر في الحقيقة ليس كذلك؛ لأن قضية تناوب الحروف، وقضية أن الحرف يأتي لأكثر من معنى، هذه القضية أساسها السياق، ومَجَالُها كتب التفسير التي
نام کتاب : الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم نویسنده : جامعة المدينة العالمية جلد : 1 صفحه : 181