نام کتاب : التضمين النحوي في القرآن الكريم نویسنده : محمد نديم فاضل جلد : 1 صفحه : 327
ويبقى الفضل في توجيه المعنى للحرف الذي لا يتعدى به فعله، فيتصرف في تضمينه وتوجيهه في مسارح النظر حَسْب ما يرشد إليه الدليلُ ويشهدُ على صحّته القياسُ والنظر.
* له أنجمٌ في فنّة زُهْرُ *
* * *
قَالَ تَعَالَى: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا) (1).
ذكر ابن القيم: اخترت: أصله أن يتعدى بحرف الجر (مِنْ) لأنه يتضمن إخراج شيء من شيء، وجاء محذوفا في هذه الآية لتضمن الفعل معنى فعل غير متعدٍ كأنه (نخل قومه وميزهم) فمن هنا أسقط حرف الجر واللَّه أعلم كما أسقط في (أمرتك الخير) أي ألزمتك وكلفتك وذكر الزمخشري: من قومه فحذف الجار وأوصل الفعل. وقال الآلوسي: اختار يتعدى إلى اثنين ثانيهما مجرور بـ (مِن) وقد حذفت هنا وأوصل الفعل، ونحوه قول الفرزدق:
منا الذي اختير الرجال سماحة ... وجودا إذا هبت الرياح الزعازع
- وسبعين رجلا - مفعول أول وأُخر عن الثاني لما مر مرارا.
وذكر أبو حيان: أن اختار افتعل من الخير وهو التخير والانتقاء وهو من الأفعال المتعدية إلى اثنين أحدهما بنفسه والآخر بحرف الجر وهي مقصورة على السماع (اختار - استغفر - أمر - كنّى - زَوَّج - صدّق) ثم يحذف حرف الجر ويتعدى إليه الفعل. اخترت زيدا الرجال. قال الشاعر:
نام کتاب : التضمين النحوي في القرآن الكريم نویسنده : محمد نديم فاضل جلد : 1 صفحه : 327