الراسخين في العلم، توفي سنة 45هـ، ولما توفي رثاه حسان بن ثابت، وقال أبو هريرة: اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفاً[1].
لقد اختاره أبو بكر رضي الله عنه لهذه المهمة العظيمة والخطب الجسيم لما تفرس فيه من الأمانة ورجاحة العقل وقربه من الرسول صلى الله عليه وسلم واعتماده صلى الله عليه وسلم عليه.
يقول العلامة الزرقاني[2] في ذلك:
" اجتمع فيه من المواهب ذات الأثر في جمع القرآن، ما لم يجتمع في غيره من الرجال، إذ كان من حفاظ القرآن، ومن كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد العرضة الأخيرة للقرآن في ختام حياته صلى الله عليه وسلم وكان فوق ذلك معروفاً بخصوبة عقله، وشدة ورعه، وعظم أمانته، وكمال خلقه، واستقامة دينه[3].
وقال: ويؤيد ورعه ودينه وأمانته قوله (فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن) [4].
ويشهد بوفرة عقله تردده وتوقفه أول الأمر ومناقشته لأبي بكر حتى راجعه أبو بكر وأقنعه بوجه الصواب.
وينطق بدقة تحريه قوله: [1] تذكرة الحفاظ: 1/29، تهذيب التهذيب: 3/399، غاية النهاية:1/296، الإصابة:1/561، طبقات ابن سعد:2/273، الأعلام:3/57. [2] محمد بن عبد العظيم الزرقاني، علم بارز من أعلام الأزهر، تخرج بهاء ودرس فيها، وتأليفه: مناهل العرفان خير دليل على طول باعه، وعلوم مكانته في علوم القرآن، توفي بالقاهرة سنة:1367هـ، الأعلام:6/210. [3] مناهل العرفان:1/250، وراجع الفتح:9/13، والمقنع: 124. [4] البخاري، فضائل القرآن: 4603، الترمذي، التفسير: 3028، أحمد،مسند العشرة المبشرين بالجنة:72، ومسند النصار:20657.