نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 71
ويشهد لهذا أن أنسًا نفسه ذكر في حديث "أبي بن كعب" وفي حديث آخر "أبا الدرداء" فلو كان المراد الحصر لاتفقت الأسماء في الحديثين.
الثاني: أن المراد بالجمع الكتابة لا الحفظ.
الثالث: أن المراد بالجمع حفظه بوجوه القراءات كلها.
الرابع: أن المراد بالجمع تلقيه كله من فم الرسول صلى الله عليه وسلم.
الخامس: أن المراد أنهم هم الذين عرضوه على النبي -صلى الله عليه وسلم- واتصلت بنا أسانيدهم وأما من حفظه ولم يتصل بنا سنده فكثير[1].
قال المازري -رحمه الله تعالى- "وقد تمسك بقول أنس هذا جماعة من الملاحدة ولا متمسك لهم فيه، فإنا لا نسلم حمله على ظاهره، سلمناه، ولكن من أين لهم أن الواقع في نفس الأمر كذلك؟ سلمناه، لكن لا يلزم من كون كل من الجم الغفير لم يحفظه كله ألا يكون حفظ مجموعه الجم الغفير، وليس من شرط التواتر أن يحفظ كل فرد جميعه. بل إذا حفظ الكلُّ الكلَّ ولو على التوزيع كفى"[2].
وقد توافرت الدواعي لحفظ الصحابة للقرآن الكريم: ومنها:
1- قوة الحافظة عندهم وسيلان الذهن وحدة الخاطر وفي التاريخ شواهد لذلك.
2- أنهم كانوا أميين لا يعرفون القراءة ولا يحذقون الخط والكتابة وجعلهم هذا لا يعولون إلا على قوة الحافظة.
3- تمكن الإيمان من قلوبهم -رضي الله عنهم- وحب الله سبحانه وتعالى وحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحب كتابه مما جعلهم يقبلون على حفظ القرآن. [1] البرهان في علوم القرآن: الزركشي ج1 ص242. [2] الإتقان: السيوطي ج1 ص72، وفتح الباري: ج9 ص52، والمرشد الوجيز ص40 عن المعلم شرح صحيح مسلم للمازري "مخطوط".
نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 71