نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 264
إثبات إعجاز القرآن الكريم:
حين نزل القرآن الكريم لم ينزل بما يوافق معتقدات الجاهلية أو يداريها بل نزل هادمًا لها، مبطلًا لأصولها، منكرًا لمبادئها، ساخرًا من معتقداتها وأهلها أهل جاهلية، أهل عناد واستكبار، أهل طغيان وجبروت، أهل أنفة وعزة، لو كان عندهم أدنى قدرة على معارضة القرآن أو الإتيان بمثله وقد تحداهم واستثارهم لذلك ما ترددوا وما تلكئوا ولكنهم يعلمون من فورهم أن بينهم وبين ذلك بُعد ما بين المشرقين أو قل بعد ما بين السموات والأرضين.
نعم عجزوا وهم أهل اللغة وأهل البيان "أجل، لقد سجل التاريخ هذا العجز على أهل اللغة أنفسهم في عصر نزول القرآن. وما أدراك ما عصر نزول القرآن؟ هو أزهى عصور البيان العربي، وأرقى أدوار التهذيب اللغوي"[1] جمعوا الحشود في الصحراء، ورفعوا المنابر في الأسواق وعرضوا فيها أنفس بضائعهم، وأجود صناعاتهم وما البضاعة إلا بضاعة الكلام وما الصناعة إلا صناعة الشعر والخطابة، يتبارون في عرضها، ويتنافسون في نقدها، "فما هو إلا أن جاء القرآن.. وإذا الأسواق قد انفضت إلا منه، وإذا الأندية قد صفرت إلا عنه، فما قدر أحد منهم أن يباريه أو يجاريه"[2] كرروا النظر ورجعوا البصر علهم يجدون فيه فجوة ينفذون منها فعاد إليهم البصر خاسئًا وهو حسير.
"ولم يسد القرآن عليهم باب المعارضة بل فتحه على مصراعيه فدعاهم إليه أفرادًا أو جماعات. بل تحداهم وكرر عليهم ذلك التحدي في صور شتى، متهكمًا بهم، متنزلًا معهم إلى الأخف فالأخف ... ، وأباح [1] النبأ العظيم: د. عبد الله دراز، ص83. [2] المرجع السابق: ص83، 84 بتصرف.
نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 264