نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 21
تعريف القرآن اصطلاحًا:
اختص القرآن الكريم بخصائص كثيرة ولعل هذه الخصائص سبب الاختلاف في تعريف القرآن بين العلماء، فكل تعريف يذكر خاصية للقرآن يعرف بها لا يذكرها الآخر ولهذا تعددت التعريفات.
فإذا كان هناك رجل طويل ويلبس ثوبًا أبيض ورداء أحمر وحوله أشخاص أقصر منه قامة ويلبسون ثيابًا ملونة وأردية بيضًا، فإن قلت: فلان هو الطويل فقد عرفته، وإن قلت: إنه الذي يلبس الثوب الأبيض فقد عرفته وإن قلت الذي يلبس الرداء الأحمر فقد عرفته والمقصود في الكل واحد وإن اختلفت التعريفات.
وللعلماء في تعريف القرآن الكريم صيغ متعددة بعضها طويل ولعل أقربها تعريفهم للقرآن بأنه:
"كلام الله تعالى المنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- المتعبد بتلاوته".
شرح التعريف:
فقولنا: كلام الله: خرج به كلام الإنس والجن والملائكة.
وقولنا: المنزل: خرج به ما استأثر الله بعلمه أو ألقاه إلى ملائكته ليعملوا به لا لينزلوه على أحد من البشر، ذلكم أن من كلام الله ما ينزله إلى الناس ومنها ما يستأثر بعلمه: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [1].
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [2].
وقولنا: على محمد -صلى الله عليه وسلم- خرج به المنزل على غيره من الأنبياء كالتوراة [1] سورة الكهف: الآية 109. [2] سورة لقمان: الآية 27.
نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 21