نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 117
وليس لهذا أثر يذكر ما دام القرآن الكريم سالمًا من الزيادة أو النقصان فالقطعة من القماش إذا قاسها إنسان بذراعه الطويلة, ثم قاسها إنسان آخر بذراعه القصيرة فسيكون هناك اختلاف في العدد سببه اختلاف المقياس مع سلامة القطعة من الزيادة أو النقصان في الحالين.
ترتيب الآيات في القرآن الكريم:
قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى: "الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك، أما الإجماع فنقله غير واحد منهم الزركشي في البرهان، وأبو جعفر بن الزبير في مناسباته، وعبارته: "ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه -صلى الله عليه وسلم- وأمره من غير خلاف في هذا بين المسلمين"[1]، ثم ذكر عددا من النصوص والآثار الشاهدة على ذلك.
فقد كان جبريل عليه السلام ينزل بالآيات على الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويخبره بموضعها من السورة، ثم يقرؤها الرسول عليه الصلاة والسلام على أصحابه ويأمر كتاب الوحي بكتابتها بعد أن يبين لهم موضعها من السورة.
وكان عليه الصلاة والسلام يتلو آيات القرآن الكريم مرتبة في الصلوات المفروضة والنافلة، وفي مواعظه فيسمعها أصحابه ويحفظونها كما سمعوها، وكانوا يعرضون على الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما كتبوه على الترتيب المعروف وشاع ذلك وملأ البقاع، والأمة يتدارسونه فيما بينهم ويقرءونه في صلواتهم، ويأخذه بعضهم عن بعض بالترتيب القائم، فليس لأحد من الصحابة يد في ترتيب شيء من آيات القرآن الكريم[2].
وقد نقل السيوطي عددا من نصوص العلماء في ذلك منها قول مكي وغيره ترتيب الآيات في السور بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم، وقال القاضي أبو بكر [1] الإتقان: السيوطي ج1 ص60. [2] انظر مناهل العرفان: الزرقاني ج1 ص339، 340.
نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 117