عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف».
متفق عليه [1] ولمسلم عن ابن شهاب قال:
«بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال ولا حرام».
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قصة اختلافه مع بعض الصحابة في القراءة وأنه راجع النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عليّ بن أبي طالب فقال علي رضي الله عنه: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرءوا كما علّمتم». أخرجه الحاكم في المستدرك وأحمد والطبري وابن حبّان [2].
دلالة هذه الأحاديث على أصول الموضوع:
دلت هذه الأحاديث على جملة قواعد هامة نوضحها فيما يلي:
1 - ثبوت التوسعة في إنزال القرآن على سبعة أحرف ثبوتا قاطعا، نظرا لصحة أسانيد الأحاديث الواردة في القضية صحة حازمة، بل إن الحديث بلغ درجة التواتر الذي يفيد اليقين، لكثرة أسانيده ورواته من الصحابة فمن بعدهم.
2 - إن القراءة بأي حرف من هذه الأحرف يلزم فيها اتباع التلقي عن النبي صلى الله عليه وسلم. [1] البخاري في فضائل القرآن ج 6 ص 184 وفي بدء الخلق (باب ذكر الملائكة) ج 4 ص 113 ومسلم في صلاة المسافرين ج 2 ص 202 والمسند ج 1 ص 263 - 264 و 299 و 313 وتفسير الطبري حديث رقم 19. [2] المستدرك في كتاب التفسير ج 2 ص 224 والمسند ج 1 ص 150 وتفسير الطبري حديث رقم (13).