بتعاليم القرآن والسنة المحمدية، وواقع الحياة وما تفرضه من أمور تحكم ميزان الحياة، وننظر إليها من خلال المعايشة والاختلاط، حتى يشب الصغير ويتكون المجتمع، وتصلح أحوال الحياة.
ومما لا شك فيه أن للمنزل والمجتمع دورهما فى البناء لهذه الحياة، بدءا بالطفولة وما تحتاج إليه من رعاية وحنو، وإعطاء حق كل فرد فى الحياة الحقيقة، وما تستلزمه من اهتمامات عديدة فى المطعم، والمأكل، والمشرب، والتعليم، والتربية، وإعداده للمستقبل، يشترك فى ذلك كل من يملك هيمنة، ومسئولية إخراجه إلى عالم الوجود، من أب، وأم، ومجتمع، وقبيلة، وحكومة، ومربين.
كلمة أخيرة:
وإذا نظرنا إلى ما تعانى منه بيوتنا ومجتمعاتنا من تخريب وتدمير لشبابنا وزوجاتنا، وما يجرى من أحداث تنبئ بشر مستطير، إنما ينجم ذلك كله عن فقدان الرعاية من جانب الآباء وأولياء الأمر، ممن أعطاهم الله القيادة لهؤلاء الشباب والزوجات، فلا هيبة، ولا احترام، ولا خوف، ولا تقدير، انعدمت الرقابة، كما انعدم الجزاء، تفشت فى المجتمع وسائل التخريب للأجسام والعقول، من مخدرات تعصف بالقوى، وتهلك الأجساد، وكثرت حوادث القتل من الأبناء للآباء، والاغتصاب بين الفتيات، ألوان كثيرة من الفساد الذى لا يعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالى.
أعلاج ذلك فى تلك القوانين الكثيرة الثغرات فى بنودها ونصوصها؟ أعلاج ذلك فى تلك القوانين التى يكثر التحايل عليها، والتى لا تحظى بتقدير؟
إن شبابا، وزوجات، وفتيات، يتلقون تعليمهم ويأخذون تعليمهم ويأخذون منهج حياتهم من تلك الصور البغيضة المنقولة إليهم عبر وسائل التلقى التى تصدع آذانهم فى كل لحظة بأخبارها وأنبائها، وتشغل عيونهم بالمرائى المختلفة الناطقة والمسطورة فى تمثيليات وقصص، وأحداث من مختلف أنحاء العالم، لن ننتظر من وراء ذلك إلا التأثير المقيت المتمثل فى تقليد ما يرون، وما يسمعون، وما يقرءون.
ينطبع ذلك كله فى حركاتهم، وأفعالهم، وأزيائهم، وألسنتهم، وضغط الحياة عليهم