نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 590
التمثيل، لا غبار عليه، إلاَّ قولنا: إنّ الثلط والبول مثلين لممثل واحد، وقد يحتمل أن يكونا مثلين لممثلين وهو أظهر، وإن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قال في الصدقة: "إنمَا هِى أوْسَاخُ الناسِ" [1]. ولذلك لم تحل لمحمد، وآل محمد في أحد القولين [2].
ومثلها النبي - صلى الله عليه وسلم - مرة أخرى برحاضة رجل بادن في يوم حار [3]، وتلك
قذارة عظيمة.
ولعله أراد به تمثيل مثلين وهما الزكاة والنفقة في سبيل الله، أو الزكاة والحقوق التي تعرف على قول من يقول: إن في المال حقاً سوى الزكاة والحقوق القريبة والمنافع البدنية المختصة بمنفعة الإنسان.
ومما قيدناه في الحديث قوله: "إلاَّ آكلة الخضر" فإنها تقيد بفتح الخاء وكسر الضاد، وتقيد أيضاً برفع الخاء وفتح الضاد.
واختلف الناس في تفسيره، فمنهم من جعل "الخَضِر" -بفتح الخاء وكسر الضاد- بعض الخُضَر -بضم الخاء وفتح الضاد-، والصحيح أنه واحد [1] هذه العبارة جزء من حديث طويل رواه مسلم في الزكاة رقم: 1072، ومعنى أوساخ الناس أنها تطهير لأموالهم وأنفسهم كما قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103]، فهي كغسالة الأوساخ. [2] انظر في هذه المسألة: ابن عبد البر: التمهيد: 3/ 88، الحطاب: مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: 2/ 344، النووي: المجموع: 6/ 244، ابن حجر: فتح الباري 3/ 227، الشوكاني: نيل الأوطار: 3/ 227. [3] يشير إلى الحديث الذي رواه الإِمام مالك في الموطأ: 1/ 1001 موقوفاً في كتاب الصَّدَقة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: قال لي عبد الله بن الأرقم: ادْلُلْنِي عَلَى بعِيرٍ مِنَ المَطَايَا استَعْملُ عَلَيْهِ أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، فَقُلْت: نعم جمل من إبل الصدقَةِ، فَقَالَ عَبْدُ الله بنِ الأرقم: أتحبُّ لَوْ أن رجُلاً بَادِناً في يَوْم حَار غَسَلَ لَكَ مَا تَحْتَ إزَارِهِ وَرُفْغَيْهِ، ثم أعْطَاكَهُ فشرِبْتَهُ؟ قَالَ: فَغَضِبْتُ، وَقلْتُ: يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، لِمَ تَقُولُ مثل هَذَا لِي؟ قَالَ: فَإنمَا الصدَقَة أوْسَاخ النَّاس يَغْسِلُونَهَا عَنْه
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 590