فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلًا لستة:
الربيع، البهيمة الهالكة بالأكل، آكلة الخضر، الشمس، ثلطت وبالت، عادت فأكلت لستة: لصاحب المال، الهالك بجمعه وإيعابه، المجتزىء منه باليسير الكافي، نور الإِسلام، إذا لحق عاد فاكتسب.
فانظروا -رحمكم الله- كيف يتحصل هذا المثل للمعتبرين مع سلوك سبيل المهتدين، لكن بالِإيجاز مع هذا الاستيفاء.
وذلك أن المال في لسان الشريعة خير محمود، ومعنى ممدوح، كما قال: "نِعْمَ صَاحِبُ المُسْلِمِ هُوَ" بعد ذلك، ومع أنه خير في القرآن، ونعم الصاحب في الحديث، فإنه مخوف العاقبة، لاحتماله النفع والضر، ووجود [1] هذا الحديث أخرجه -بألفاظ مختلفة- البخاري في الزكاة: 4/ 87، ومسلم في الزكاة رقم: 1052، والنسائي في الزكاة: 5/ 90، وابن ماجه في أبواب الفتن رقم: 4043 (ط: الأعظمي). ومعنى "زَهْرَةُ الدْنْيَا": حسنها وبهجتها، و"الرُّحَضَاءُ" العرق الكثير، و"الحَبَطُ" مَنْ حَبطَ بطنه إذا انتفخ وهلك، "أوْ يُلِم" ألم بهِ يُلِم: إذا قاربه ودنا منه، يعني: أو يقرب من الهَلاك، "فَثَلَطَتْ" ثلط البعير يثلط: إذا ألقى رجيعه سهلاً رقيقاً. انظر ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث: 2/ 40 وجامع الأصول: 4/ 502.
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 588