responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 471
حتى يكون على قَدْرِ دِحْيَة [1]، ويأتي مرة في صفة طائر [2] وأخرى في هيئة آدمي [3]، وربما ظن جاهل [4] أن حالة النوم [5] حالة تخيل، وهذا جهل عظيم، وقد بينا الكلام عليه في كتبنا وخاصة في رسالة "محاسن الإحسان في جوابات أهل تلمسان" [6]، والمشاهدةُ تدفع قولَهُ، فإن المرء يرى الرؤيا نائماً

[1] هو الصحابي الجليل دِحْية بن خليفة الكَلْبي القضاعي، ورسول النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل عظيم الروم، روى قَتَادة عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول:
"يأتيني جبريل في صورة دِحْيَة، وكان دِحْية جميلاً" رواه الطبراني في الأوسط (الهيثمي: مجمع الزوائد: 9/ 378) وأورده الحافظ ابن حجر في الإصابة: 3/ 191 عن النسائي وصحح إسناده. وللتوسع في ترجمته انظر: ابن سعد: الطبقات: 4/ 249، خليفة ابن خياط: التاريخ: 79، ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل: 3/ 439.
[2] لم أهتد إلى الحديث الذي يشير إلى هذه الصفة.
[3] إشارة إلى الحديث الذي رواه أبو هريرة قال: "كَانَ النبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلمَ بَارِزاً يَوْماً لِلنَّاسِ، فَأتَاهُ جبْريلُ فَقَالَ: مَا الإيمَانُ؟ ... الحديث " البخاري في الإيمان 1/ 20.
[4] الظاهر -والله أعلم- أن المؤلف يقصد بهذا الكلام العنيف شيخه الغزالي الذي قال في كتابه "إحياء علوم الدين": 2938 (ط: الشعب) ما نصه: " ... إلا أن النوم مانع سائر الحواس عن العمل، وليس مانعاً للخيال عن عمله وعن تحركه، فما يقع في القلب يبتدره الخيال في الحفظ، فإذا انتبه لم يتذكر إلّا الخيال، فيحتاج المعبر أن ينظر إلى هذا الخيال حكايته أي معنى من المعاني، فيرجع إلى المعاني بالمناسبة التي بين المتخيل والمعاني ... ".
[5] عرف الشريف الجرجاني النوم فقال "هو حالة طبيعية تتعطل منها القوى بسبب ترقي البخارات إلى الدماغ". التعريفات: 129، وانظر الكليات لأبي البقاء: 4/ 368، كشاف الاصطلاحات: 1430 (ط: خياط).
[6] أحال المؤلف في العارضة: 3/ 123، على نفس الكتاب والذي اعتبره جزءاً من كتاب: "العوض المحمود".
وتكلم المؤلف رحمه الله في كتابه القبس عن الرؤيا فقال: " .. خلق الله العبد حَيْاً دَرَّاكاً مفَكراً قادِراً في أحْسَن تَقْويم، ثم ردده أسفل سافلين، ثم سَلَّطَ عليه السهو والغفلة، ليتبين قصور هذه الفضائل التي فيه حتى لا يقول: أنا، أنا، وَسَلَّطَ عليه النوم وهذه آفة تدرك الحواس، وركود يقوم بالجوارح لا يلحق القلب ولا الروح ولا النفس منها شيء، ولذلك فإن الرؤيا إدراك حقيقة وعلم صحيح، والمرء في يقظته ومنامه لا ينفك عن حاله التي هو عليها، إن كان في اليقظة في تخليط وتلاعب مع البطالين، انتقل إلى مثل ذلك في المنام، وإن كان في يقظته في =
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست