نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 305
الانتقالات، ويعتقد ابن العربي أن الاستدلال بالتغير على الحدوث، إليه يرجع كلّ بسيط وموجز من الأدلة، وعليه عوّل الخليل عليه السلام [1]، وهذا الدليل هو الدليل المعتمد عند جمهور الأشاعرة، وملخصه أن هذه التغيرات الحاصلة في هذا العالم من وجود وعدم وتحول من حال إلى حال، سكون بعد حركة، أو حركة بعد سكون وغير ذلك، عبارة عن أعراض [2] حلت بجواهر [3] هذا العالم، والأعراض حادثة، بعضها بالمشاهدة وبعضها بالدليل، وما حلت به الأعراض فهو حادث مثلها، إذ العالم حادث، وإبراهيم عليه السلام رأى هذه الأعراض حالة بتلك الكواكب حيث تحركت وانتقلت من محل لآخر، والحركة والسكون عرضان من الأعراض، وهذا دليل حدوثها، وما دامت حادثة فهي غير صالحة لأن تكون إلهاً [4]، والنتيجة الأخيرة التي يتوصل إليها المتكلمون من هذه المقدمات هي الاستدلال بحدوث العالم على وجود الله سبحانه وتعالى.
والواقع أن طريقتهم هذه طريقة باطلة [5]؛ لأن المعلوم بداهة أن [1] المتوسط في الاعتقاد لوحة: 7. [2] العرض هو الموجود الذي يحتاج في وجوده إلى موضع، أي محل يقوم به، كاللون المحتاج في وجوده إلى الجسم يحله ويقوم هو به، والأعراض على نوعين: قار الذات، وهو الذي يجتمع أجزاؤه في الوجود كالبياض والسواد، وغير قار الذات، وهو الذي لا يجتمع أجزاؤه في الوجود كالحركة والسكون. الجرجاني: التعريفات 79 - 80. [3] الجوهر هو ما قام بنفسه واحتاج إلى حيز يشغله، انظر المصدر السابق: 43. [4] قال الرازي في "محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين": "قد عرفت أن العالم إما جواهر وإما أعراض، وقد يستدل بكل واحد منهما على وجود الصانع، إما بإمكانه أو حدوثه، فهذه وجوه أربعة: الأول: الاستدلال بحدوث الأجسام وهو طريقة الخليل في قوله: "لا أحب الآفلين" صفحة 106 (ط: مصر 1323) وانظر هذا الاستدلال عند الباقلاني في الإنصاف: 30، وفي المواقف للإيجي: 8/ 1 (ط: أحمد سامي العربي) وصفحة: 5 (ط: أحمد مهدي). [5] ونحن نسلم بالنتيجة التي انتهوا إليها، وهي قضية بديهية لكن المقدمات التى سلكوها في الوصول إلى هذه النتيجة ليست بينة بنفسها، ولا يمكن التوصل إلى إثباتها بطريق القطع، كما أن هذه الطريقة قد ألجأت الأشاعرة إلى مآزق كثيرة لم يتمكنوا من التخلص منها فألزموا أنفسهم بلوازم معلومة الفس
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 305