responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 30
بهم عاثر الآمال، وأحيا بهم ميت الأماني، فانبعثوا ينشئون عاصمة المغرب الجديدة: مراكش ويمدّون رواق سلطانها على طول العدوة الِإفريقية ببلاد المغرب، ثم يرمون بحبل النجاة إلى العدوة الأندلسية في يوم الزلافة العظيم [1]، لتقوم الشوكة، وتحيا الدولة، تحت إمْرة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين [2]، (ت: 500).
وهكذا انكشف ضباب اليأس، ونسج صبح الرجاء ظلمات القنوط، فانطلقت هذه الحركة المباركة تقوِّم المعوج، وترشد الناس إلى سواء السبيل، وتنقذ الإِسلام من الخطر الذي داهمه في بلاد الأندلس، فكانت سلطة قوية عادلة ذات إيمان راسخ، وفهم للدين واضح لا تخالطه شبهة ولا تلابسه غمة.
ومن المعلوم لدى المطلع على التاريخ السياسي للمغرب الِإسلامي أن عدة من الدول التي قامت به نهضت على أساس إصلاح ديني زرع علماء الدين بذوره وتولد في أذهانهم محتواه ومنهجه، ثم سعوا في تحقيق السلطة التي تنفذه وتجعله حياة للناس، والدولة المرابطية التي عاشت فيما بين سنة: 448 وسنة: 541 هي واحدة من الدول التي يصدق عليها ذلك القول [3].

= انظر: المقري: نفح الطيب: 4/ 193 (ط: محيي الدين عبد الحميد) وما زالت قبائل الطوارق في صحراء الجزائر يستعمل رجالها اللثام إلى يومنا هذا.
[1] في معركة الزلافة (والزلافة بطحاء من إقليم بَطَلْيَوْس في غريب الأندلس) انهزم جيش الكفرة الزاحف من طليطلة سنة: 479، وللتوسع في معرفة أخبار هذه المعركة العظيمة، انظر: الحميري: الروض المعطار: 287، ابن الأثير: الكامل: 10/ 151، ابن خلكان: وفيات الأعيان: 7/ 115، المقري: نفح الطيب: 4/ 354.
[2] هو السلطان أبو يعقوب اللمتوني البربري الملثم، ويعرف بصاحب المغرب وبأمير المرابطين، انظر ترجمته عند: المراكشي: المعجب: 162، الذهبي: العبر: 1/ 356، وسير أعلام النبلاء: 29/ 251، القلقشندي: صبح الأعشى: 1/ 363، ابن عماد: شذرات الذهب: 3/ 412، الناصري: الاستقصاء: 1/ 224.
[3] عبد المجيد النجار: المهدي بن تومرت حياته وآراؤه: 39 (ط: دار المغرب الإِسلامي بيروت: 1983).
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست