responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 265
الأدنى مع الآدميين، والإكباب على الدنيا ومعانيها، وأنه إقبال على الملائكة المقربين، وتفريغ القلب لإدراك الحقائق بطريق الأمثال، والاطلاع على ما يكون غداً، رأينا أنه حياة صحيحة ... " [1].
قلت: قارن قوله هذا بقول شيخه الِإمام الغزالي في "المنقذ من الضلال" والذي يقول فيه: " ... وقد قرّب الله تعالى على خلقه بأن أعطاهم نموذجاً من خاصية النبوة، وهو النوم، إذ النائم يدرك ما سيكون من الغيب، إما صريحاً وإما في كسوة مثال يكشف عنه التعبير ... " [2].
قلت: ويرى الدكتور إبراهيم بيومي مدكور أن عبارة الغزالي هذه تحمل في ثناياها أفكاراً فارابية واضحة، وأنه اعتنق تلك النظرية عن أساس من الفيض والإشراق [3].
قلت: وقد صاغ الفارابي نظريته في النبوة على أساس قوله بالفيض [4]، فقد رأى أن مخيلة النبي تتصل بالعقل الفعال الذي يفيض عليها فتدرك أمور الغيب. أما كيف يحدث هذا الاتصال. فالفارابي يقول إن المخيلة -كما أنها قوة قادرة على حفظ صور المحسوسات الخارجية- فهي أيضاً تستطيع أن

[1] قانون التأويل: 470.
[2] المنقذ: 146.
[3] في الفلسفة الإسلامية منهج وتطبيق: 132.
[4] تتلخص نظرية الفيض في أن الواحد -الله سبحانه- يصدر منه العالم حين يعقل أو يعلم ذاته، لكن هذا الصدور ليس صدوراً مباشراً بل يتم بوسائط، فمن الأول يفيض وجود ثان هو العقل الأول المحرك للفلك الأكبر، وتفيض بعد ذلك عقول ثمانية، الواحد من الآخر تنازلياً مع فيض نفوس هذه العقول نتيجة تأملها في ذاتها، في ذات الواحد أو العقل الذي يسبقه، وهكذا تتدرج حلقات الفيض في مراتبها حتى تأتي لمرتبة العقل الفعال الذي يشكل حلقة الاتصال بين العالم العلوي والعالم السفلي. والعقل الفعال أعلى مرتبة من العقل الإنساني ويقع خارجه، وفيه توجد كل الصور والحقائق، وبهذا تكون المعرفة هبة وفيضاً آتياً إلى العقل الإنساني من الخارج.
انظر آراء المدينة الفاضلة للفارابي: 24 - 66 (ط: ألبير نادر) والدكتور حسام الألوسي: دراسات في الفكر الفلسفي الإِسلامي: مبحث "نظرية الفيض الفارابية نظرة معاصرة": 14.
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست