responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان نویسنده : الآلوسي، محمود شكري    جلد : 1  صفحه : 65
وَقَوله تَعَالَى {مَا خلق الله ذَلِك إِلَّا بِالْحَقِّ} أَي متلبسا بِالْحَقِّ مراعيا فِيهِ مُقْتَضى الْحِكْمَة الْبَالِغَة
وَقَوله {نفصل الْآيَات لقوم يعلمُونَ} إِنَّمَا خصهم لأَنهم المنتفعون بهَا
ثمَّ قَالَ تَعَالَى {إِن فِي اخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار وَمَا خلق الله فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض لآيَات لقوم يَتَّقُونَ} فِي هَذِه الْآيَة تَنْبِيه إجمالي على قدرَة الله تَعَالَى أَي فِي تعاقب اللَّيْل وَالنَّهَار وَكَون كل مِنْهُمَا خلفة للْآخر بِحَسب طُلُوع الشَّمْس وغروبها التَّابِعين عِنْد أَكثر الفلاسفة لحركة الْفلك الْأَعْظَم حول مركزه على خلاف التوالي فَإِنَّهُ يلْزمهَا حَرَكَة سَائِر الأفلاك وَمَا فِيهَا من الْكَوَاكِب مَعَ سُكُون الأَرْض على مَا زَعَمُوا وَهَذَا فِي أَكثر الْمَوَاضِع
وَأما فِي عرض تسعين فَلَا يطلع شَيْء وَلَا يغرب بِتِلْكَ الْحَرَكَة أصلا بل بحركات أُخْرَى وَكَذَا فِيمَا يقرب مِنْهُ قد يَقع طُلُوع وغروب بِغَيْر ذَلِك وَتسَمى تِلْكَ الْحَرَكَة الْحَرَكَة اليومية وَجعلهَا بَعضهم وهم فلاسفة الإفرنج بِتَمَامِهَا للْأَرْض وَجعل آخَرُونَ بَعْضهَا للْأَرْض وَبَعضهَا للفلك الْأَعْظَم
وَالْقُرْآن الْعَظِيم سَاكِت عَن المذهبين وَذَلِكَ من براهين إعجازه
وَالْمَشْهُور عِنْد كثير من الْمُحدثين أَن الشَّمْس نَفسهَا تجْرِي مسخرة بِإِذن الله تَعَالَى فِي بَحر مكفوف فَتَطلع وتغرب حَيْثُ شَاءَ الله وَلَا حَرَكَة للسماء
وَإِلَى مثل ذَلِك ذهب الشَّيْخ مُحي الدّين بن عَرَبِيّ إِمَام صوفية عصره
وَالله المطلع على حقائق الْأُمُور لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَحده لَا شريك لَهُ

نام کتاب : ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان نویسنده : الآلوسي، محمود شكري    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست